شعارها القسوة التي لا رحمة فيها،
والاضطهاد الذي لا هوادة فيه لأعداء الكاثوليك، وكانت تستمد سلطتها من البابا
مباشرة، ولا دخل للحكومات في تصرفاتها، اللهم إلا القيام بتنفيذ أحكامها.
وقد كانت تستعمل كل الطرق، وتقبض على من
تشاء، وتعذب المقبوض عليهم بما تراه حتى تكرهم على الاعتراف بإلحاد وحينئذ توقع
عليهم عقوبة الإحراق أو السجن المؤبد ومصادرة الأملاك حتى التائبون منهم يسجنون
طول حياتهم تطهيراً لهم من جريمة الإلحاد، وكانت هذه المحاكم تراقب المطبوعات
وتحرق ما لا يتفق منها مع المذهب الكاثوليكي.
هذا قليل من كثير.. ولو أنك أردت أن تتخذ
القرن التاسع مقياساً نقيس به مقدار ما يكنه المسيحيون بعضهم لبعض من عداوة، كما
دل عليه القرآن الكريم لوجدت فيه من الحروب والثورات ما يصعب تتبعه وحصره.
فأبرز حروب هذا القرن الحروب النابليونية
التي شملت أوربا كلها من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب.
الكشوف العلمية:
عبد القادر: ليس ذلك فقط.. بل إن القرآن
الكريم يخبر عن كشف الله لآياته في الآفاق، وفي الأنفس، وهو ما يشير إلى الكشوف
العلمية الكثيرة، والتي لم تزد المؤمنين إلا إيمانا، قال تعالى:﴿
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ
لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
شَهِيدٌ﴾ (فصلت:53)
فقد أخبر القرآن الكريم أن الله تعالى
سيُري الناس جميعاً على اختلاف أجناسهم وألوانـهم ومذاهبهم آياته في هذا الكون،
وفي أنفسهم.
وقد استعمل القرآن الكريم حرف (السين)
للدلالة على المستقبل، وعلى أن عطاء القرآن متجدد مستمر في كل زمن دون انقطاع ولا
توقف عند حد، أو مع جيل بعينه.