ومن النبوءات الغيبية المرتبطة
بهذا ما أخبر عنه a من قتل بعض أصحابه وموتهم
شهداء، أو من انتصاراتهم وفتح الله عليهم:
ومما يروى في ذلك إخباره a بقتل أصحابه يوم الرجيع أن خبيبا لما
قال: اللهم اني لا أجد من يبلغ رسولك عني السلام، فقال النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم حينئذ: (وعليك السلام) قال أصحابه: يا
رسول الله، من قال؟ قال: (خبيب يقتل)، وفي لفظ قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وهو جالس في ذلك اليوم الذي قتل فيه
خبيب: (عليك السلام خبيب قتلته قريش). [1]
ومن ذلك إخباره a بقتل أصحابه يوم بئر معونة، ففي الحديث أن
أناسا جاؤوا الى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم
فقالوا: ابعث معنا رجالا يعلموننا القرآن والسنة، فبعث إليهم سبعين رجلا من
الانصار يقال لهم: القراء، فتعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان فقالوا:
اللهم بلغ عنا نبينا انا قد لقيناك، فرضينا عنك ورضيت عنا، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لاصحابه: (ان اخوانكم قتلوا، فقالوا:
اللهم بلغ عنا نبينا أن قد لقيناك فرضينا عنك، ورضيت عنا) [2]
ومن ذلك ما رواه ابن مسعود قال:
بعث رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم سرية، فلم نلبث الا قليلا، حتى
قام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (ان اخوانكم قد لقوا المشركين واقتطعوهم فلم
يبق منهم أحد، وانهم قالوا: ربنا بلغ قومنا انا قد رضينا ورضي عنا ربنا، فأنا
رسولهم اليكم، انهم قد رضوا ورضي عنهم)[3]