قال: ليس هناك شيء اسمه عوائد.. فلذلك لا
وجود لخرق العوائد.
قلت: العوائد هي القوانين التي يسير بها الكون..
فكيف تزعم عدم وجودها؟
قال: العوائد تعني التكرار.. ولا تكرار
عند ربك.. إن ربك هو البديع الذي لا يكرر صنعه..
قلت: ولكنا نرى القوانين السارية..
قال: أنتم ترونها بعين الغفلة.. فلذلك
ترونها تكرارا.. ولكنكم لو رأيتموها بعين الحقيقة لرأيتم في كل قديم جديدا، وفي كل
حادث حديثا.
إن الكون الذي ترونه كآلات تتحرك
بتلقائية، فتشبهونه بآلاتكم التي تتفنون في صنعها أشبه ما يكون بتلك العرائس التي
تحتاج من يحركها.. فإذا رآها الغبي الغافل تصورها تتحرك من ذاتها.
قلت: لقد ذكرت لي العذراء أن القوانين
تخرق لتلك الشمس التي بشرتني بها.
قال: لا بد للقوانين أن تخرق لكل شمس،
لتثبت أنها شمسا.. فلا يمكن لطاقة الشمس أن تكون كطاقة السرج التي تستضيئون بها.
قلت: فما حاجة الشمس لأن تخرق لها
العادات؟
قال: ليعرف الناس أنها من مصدر علوي..
ثم التفت إلي، وقال: أنت الآن ذاهب إلى
الهند.. وهناك لا يعرفك أحد.. وستذهب إلى قوم قد ينكرونك، وقد يطردونك من بينهم،
فما الذي تفعله لتثبت لهم أنك أنت أنت، وأن وظيفتك هي وظيفتك؟
قلت: لا تخف علي من ذلك.. فهناك من
أنبأهم بأني سآتي..