عنده رجلا
فرجع ولم يكلمه من أجل مكان الرجل، فلقي العباس رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فأخبره بذلك، فقال: ورآه؟ قال: نعم،
قال: أتدري من ذلك الرجل؟ ذاك جبريل، ولن يموت حتى يذهب بصره ويؤتي علما[1].
وقد حصل ما أخبر عنه النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقد مات ابن عباس سنة ثمان وستين بعد
ما عمي.
عطايا
وامتحانات:
بالإضافة إلى ذلك كله، فقد
أخبر a عن الفتوح المادية الكثيرة
التي ستفتح على الصحابة، وخطورتها على بعضهم، وخشيته a من ذلك، وقد حصل كل ما أخبر عنه a:
فعن أبي سعيد الخدري قال: جلس
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم على المنبر ذات يوم، فقال: (إن
مما أتخوف عليكم ما يفتح الله عليكم من زهرة الدنيا وزينتها)، فقال رجل: يا رسول
الله، ويأتي الخير بالشر؟ فلم يرد عليه. قلنا: يافلان، ما شأنك سألت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فلم يرد عليك، فرأيت أنه ينزل عليه
الوحي، قال: فمسح الرحضاء[2] عن ظهره، فقال: (أين
السائل؟) كأنه حمده، وقال: (إنه لا يأتي الخير بالشر، وإنه مما ينبت الربيع ما
يقتل أو يلم[3]إلا آكلة الخضر، أكلت حتى إذا
امتلأت خاصرتها[4]استقبلت مطلع الشمس،
[1] رواه البيهقي في الدلائل 6 / 478،
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 276 وعزاه للطبراني، وقال: فيه من لم أعرفه.