لم يجد بولس ـ بعد كل تلك الأدلة التي
ساقها له عبد القادر ـ سبيلا للخروج من ذلك المأزق إلا أن يغير الموضوع، فقال:
فلنقر بأن الخوارق لا تدل على الألوهية، بل تدل على النبوة.
عبد القادر: وقد تدل على غيرها.
دلالة
الخوارق على النبوة:
بولس: لا بأس.. ولكنها مع ذلك لا بد أن
تدل على شيء.. فيستحيل أن يكون هناك نبي غير مؤيد بأدلة تدل على نبوته.
الكتاب المقدس ينص على هذا..
فابتداء من التوراة، جعل الله المعجزة
دليل النبوة، ولما تجلى الله لموسى فى سيناء ليرسله إلى بنى إسرائيل و إلى فرعون و
ملئه، ثبت له و للناس رسالته بمعجزة العصا ومعجزة اليد البرصاء كما في (الخروج 3 – 4: 2)، ثم أرسله و المعجزة بيده: (خذ
بيدك العصا تصنع بها المعجزات.. و صنع موسى المعجزات على عيون الشعب فآمن الشعب)(الخروج
4: 18 - 31)
والقرآن نفسه يشهد بأن المعجزات كانت عند
موسى دلائل النبوة، لقد جاء في القرآن:﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى
بِآياتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾ (هود:96)، وفيه:﴿ وَلَقَدْ
آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرائيلَ إِذْ
جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى
مَسْحُوراً﴾ (الاسراء:101)