أقول ذلك جازما، بل متحديا، مع أني لم
أكن في يوم من الأيام من أهل هذا الدين، بل لم يكن لي اعتناء بالدين أصلا.. بل كنت
من المعارضين للدين.. ولكني مع ذلك أشعر أني خائن إن لم أقل هذا.
نظر إلى بولس، وقال: لا تتسرع بالرد علي،
ولا على هذا الرجل.. أنا من المهتمين بعلم الفلك، وبأخبار الفضاء، وقد كان لي شغف
بتتبع صعود الإنسان إلى القمر.
وقد سمعت ـ فيما سمعت ـ من أن رواد
الفضاء رأوا بأعينهم شقا عظيما في القمر، لا يزال العلم عاجزا عن تفسيره، بل قد
حصلت على صورة من ذلك الشق، لو شئتكم لأريتها لكم[1].
[1] ذكر الدكتور زغلول النجار
في مقال له عن انشقاق القمر أنه كان يتحدث عن هذه المعجزة في محاضرة بكلية الطب
جامعة كارديف ببريطانيا، وبعد انتهاء حديثه وقف رجل بريطاني من الحضور، واستأذن في
أن يضيف شيئًا إلى إجابتي فأذنت له، ثم بدأ بتعريف نفسه على أن اسمه داود موسى
بيدكوك، وأنه مسلم، ويرأس الحزب الإسلامي البريطاني.
ثم حكي (بيدكوك) قصته مع انشقاق
القمر فقال: إن هذه الآيات في مطلع سورة القمر كانت هي السبب في إسلامه في أواخر
السبعينيات من القرن العشرين؛ لأنه ببحث مستفيض في الأديان أهداه أحد المسلمين
ترجمة لمعاني القرآن الكريم، وأنه عند فتح هذه الترجمة لأول مرة فوجئ بسورة القمر،
فقرأ الآيات في مطلعها، ولم يكد يصدق أن القمر قد انشق ثم التحم فأغلق الترجمة
وانصرف عنها، ثم شاء الله تعالى أن يشاهد على شاشة التلفاز البريطاني (B.B.C) برنامجًا عن رحلات الفضاء استضاف فيه المذيع البريطاني
المعروف جيمس بيرك (James Burke) ثلاثة من علماء الفضاء الأمريكيين
وذلك في سنة 1978 م، وفي أثناء الحوار كان المذيع ينتقد الإسراف على رحلات الفضاء
بإنفاق ملايين الدولارات والأرض يتضور فيها ملايين البشر من الجوع، والمرض،
والجهل، والتخلف، وكان جواب العلماء أنه بفضل هذه الرحلات تم تطوير عدد من
التقنيات المهمة التي تطبق في مجالات التشخيص والعلاج الطبي والصناعة، والزراعة،
وغيرها، وفي أثناء هذا الحوار جاء ذكر أول رحلة إنزال رجل على سطح القمر، وقد
تكلفت أكثر من مائة مليار دولار، وجلس المذيع يتابع عتابه على هذا الإسراف، قرر
العلماء بأن هذه الرحلة قد أثبتت لهم حقيقة لو أنفقوا أضعاف هذا المبلغ لإقناع
الناس بها ما صدقهم أحد، فسأل المذيع: ما هي هذه الحقيقة؟ فأجابوا: أن هذا القمر
قد سبق له أن انشق ثم التحم، وأن آثار محسوسة تؤيد ذلك الحدث قد وجدت على سطح
القمر وامتدت إلى داخله.
ويضيف بيدكوك: حينما سمعت ذلك قفزت
من الكرسي الذي كنت أجلس عليه أمام التلفاز، وقلت: معجزة تحدث لمحمد قبل ألف
وأربعمائة سنة، ويرويها القرآن بهذا التفصيل العجيب يسخر الله من يثبتها للمسلمين
في عصر العلوم والتقنية الذي نعيه، وينفق هذا المبلغ الكبير، لابد وأن يكون هذا
الدين حقًا، وعدتُ إلى ترجمة معاني القرآن الكريم أقرؤها بشغف شديد، وكانت آيات
افتتاح سورة القمر هي السبب المباشر لقبولي الإسلام دينًا.