عبد القادر: فتنة السراء أخطر من فتنة
الضراء، ولهذا كان الثبات في السراء على المبادئ أصعب منه في الضراء، ولهذا قال من
قال من الصحابة : (بلينا بفتنة الضراء فصبرنا، وبلينا بفتنة السراء فلم نصبر)
بل ورد في الحديث الشريف قوله a: (لأنا في فتنة السراء لأخوف عليكم مني
في فتنة الضراء، إنكم ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم، وإن الدنيا حلوة خضرة)[1]
وقد تعرض رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لفتن كثيرة من فتن السراء:
مساومات:
منها ما تعرض له من أنواع المساومات..
فقد لجأت قريش لما فشلت مفاوضاتهم المبنية على
الإغراء والترغيب، والتهديد والترهيب، وخابوا فيما أبدوه من الرعونة وقصد الفتك،
رأوا أن يساوموه a في أمور الدين، ويلتقوا به في
منتصف الطريق، فيتركوا بعض ما هم عليه، ويطالبوا النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم بترك بعض ما هو عليه، وظنوا أنهم بهذا
الطريق سيصيبون الحق، إن كان ما يدعو إليه النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم حقًا.
ومن ذلك مساومته في أن يعبد إلههم سنة، ويعبدون إلهه سنة، وأن يسكت عن
عيب آلهتهم وعبادتهم.
ولحسم هذه الشبهة، وقطع الطريق على
المحاولة، والمفاصلة الحاسمة بين عبادة وعبادة، ومنهج ومنهج، وتصور وتصور، وطريق وطريق[2]، نزلت سورة الكافرون، التي
تنص