فهذه الوقعة لفتت أنظار العالم ودلته على
شرف بيت الله، وأنه هو الذي اصطفاه الله للتقديس، فإذن لو قام أحد من أهله بدعوى
النبوة كان ذلك هو عين ما تقتضيه هذه الوقعة، وكان تفسيرًا للحكمة الخفية التي
كانت في نصرة الله للمشركين ضد أهل الإيمان بطريق يفوق عالم الأسباب.
عند الميلاد
سكت عبد القادر، فقال الجمع: لقد وعدتنا
بأن تحدثنا عن الإرهاصات المرتبطة بمولد محمد، فحدثنا عنها.
نجم محمد a:
أجير بولس: عم تريدون أن يحدثكم؟.. عن
نجم محمد!؟.. لم يظهر عند ولادة محمد أي نجم، كما ظهر للمسيح.
عبد القادر: لقد روى الرواة ـ وهم لا
يقلون عن رواة نجم المسيح ثقة ـ بأن نجما ظهر في الليلة التي ولد فيها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وسأذكر لكم بعض ما وري في ذلك.
لقد حديث حويصة بن مسعود قال: كنا ويهود
فينا كانوا يذكرون نبيا يبعث بمكة اسمه أحمد، ولم يبق من الأنبياء غيره، وهو في
كتبنا وما أخذ علينا صفته كذا وكذا حتى يأتوا على نعته.
قال: وأنا غلام وما أرى أحفظ وما أسمع
أعي إذ سمعت صياحا من ناحية بني عبد الأشهل، فإذا قوم فزعوا وخافوا أن يكون أمر
حدث، ثم خفي الصوت ثم عاد فصاح ففهمنا صياحه: يا أهل يثرب هذا كوكب أحمد الذي ولد
به.
قال: فجعلنا نعجب من ذلك، ثم أقمنا دهرا
طويلا ونسينا ذلك، فهلك قوم، وحدث