كان نبيا فسيخبر، فعفا عنها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ومات بشر من أكلته التي أكل ولم
يعاقبها.
جند
الكفاية:
ومن الجند الذي حمى الله به نبيه a كما حمى به سائر الأنبياء جند الكفاية،
وهي التي يشير إليها قوله تعالى:﴿ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ
بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ
فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (البقرة:137)
وقد تحقق هذا الوعد الإلهي، وأشار القرآن
الكريم إلى هذا التحقق، فقال تعالى:﴿ إِنَّا كَفَيْنَاكَ
الْمُسْتَهْزِئينَ﴾ (الحجر:95)
وقد أخبر القرآن الكريم أن الله تعالى
يمد عباده الصالحين من أنبيائه وغيرهم بهذا النوع من الجند، قال تعالى:﴿
وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا
مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ (الأنعام:10)، وقال
تعالى:﴿وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ
سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ (الانبياء:41)
وقد أخبر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم عن إمداد الله بعض عباده الصالحين بهذا
النوع من الجند، فقال ـ فيما رواه أحد المضطهدين - : كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان
له ساحر، فلما كبر الساحر قال للملك: إني قد كبرت سِنِّي وحضر أجلي، فادفع إلي
غلاما لأعلمه السحر. فدفع إليه غلاما فكان يعلمه السحر، وكان بين الساحر وبين
الملك راهب، فأتى الغلام على الراهب فسمع من كلامه، فأعجبه نحوه وكلامه، وكان إذا
أتى الساحر ضربه وقال: ما حبسك؟ وإذا أتى أهله ضربوه
وقالوا: ما حبسك؟ فشكا ذلك إلى الراهب،
فقال: إذا أراد الساحر أن يضربك فقل: حبسني أهلي. وإذا أراد أهلك أن يضربوك فقل:
حبسني الساحر.
قال: فبينما هو ذات يوم إذ أتى على دابة
فظيعة عظيمة، قد حبست الناس فلا يستطيعون