ومنهم نفر أرادوا قتله a، ففي الحديث: كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إذا نزل منزلا اختار له أصحابه شجرة
ظليلة فيقيل تحتها، فأتاه أعرابي فاخترط سيفه، ثم قال: من يمنعك مني؟ قال: الله،
فرعدت يد الاعرابي، وسقط السيف منه، وضرب برأسه الشجرة حتى انتثر دماغه، فأنزل
الله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ
رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ
مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾
(المائدة:67)[2]
ومن كبار المستهزئين أبو الأصداء، وقد
كان ممن يؤذي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
وكان يقول له: إنما يعلمك أهل الكتاب أساطيرهم، ويقول للناس: هو معلم مجنون، فدعا
عليه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فإنه لعلى جبل إذا اجتمعت عليه
الأروى، فنطحته حتى قتلته[3].
ومنهم أمية بن خلف الجمحي، وقد كان إذا
رأى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم همزه ولمزه، فأنزل الله
تعالى:﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا
وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي
الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ
(6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ
(8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)﴾(الهمزة)[4]
ومنهم النضر بن الحارث، وقد كان إذا جلس
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم مجلسا فدعا فيه إلى الله، وتلا
عليهم القرآن، وحذر قريشا ما أصاب الأمم الماضية خلفه في مجلسه إذا قام فحدثهم عن
ملوك الفرس، ثم يقول: والله ما محمد بأحسن حديثا مني، وما أحاديثه إلا أساطير
الأولين اكتتبها كما
[1] رواه ابن جرير عن عكرمة وبرير بن أبي
زياد وعبد الحميد عن مجاهد وابن اسحاق عن عاصم بن عمر، وابن قتادة، وعبد الله بن
أبي بكر، وابو نعيم والبيهقي عن الزهري وعروة بن الزبير.