فعن يزيد بن عامر السوائي وكان حضر يوم
غزوة حنين، فسئل عن الرعب فكان يأخذ الحصاة فيرمي بها في الطست، فيطن فيقول: أن
كنا نجد في أجوافنا مثل هذا[1].
وعن مالك بن أوس بن الحدثان قال: حدثني
عدة من قومي شهدوا ذلك اليوم يقولون: (لقد رمى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم تلك الرمية من الحصى فما منا أحد إلا
يشكو القذى في عينيه، ولقد كنا نجد في صدورنا خفقانا كوقع الحصى في الطاس ما يهدأ
ذلك الخفقان، ولقد رأينا يومئذ رجالا بيضا، على خيل بلق، عليهم عمائم حمر، قد
أرخوها بين أكتافهم، بين السماء والارض كتائب كتائب ما يليقون شيئا، ولا نستطيع أن
نتاملهم من الرعب منهم)
وعن ربيعة بن أبزي قال: حدثنى نفر من
قومي، حضروا يومئذ قالوا: كمنا لهم في المضايق والشعاب، ثم حملنا عليهم حملة،
ركبنا أكتافهم حتى انتهينا إلى صاحب بغلة شهباء، وحوله رجال بيض حسان الوجوه،
فقالوا لنا: شاهت الوجوه ارجعوا.
فانهزمنا، وركب المسلمون أكتافنا، وكانت
إياها، وجعلنا نلتفت وإنا لننظر إليهم يكدوننا فتفرقت جماعتنا في كل وجه، وجعلت
الرعدة تستخفنا حتى لحقنا بعلياء بلادنا، فان كنا ليحكى عنا الكلام ما ندري به،
لما كان بنا من الرعب، وقذف الله تعالى الاسلام في قلوبنا.
وعن شيوخ من ثقيف أسلموا بعد ما كانوا
حضروا ذلك اليوم قالوا: ما زال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في طلبنا فيما نرى، ونحن مولون حتى إن
الرجل ليدخل منا حصن الطائف وإنه ليظن أنه على أثره من رعب الهزيمة.
^^^
ما وصل عبد القادر من حديثه إلى هذا
الموضع حتى ارتفعت تكبيرات الجماعة الملتفة