فنظر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، ثم سكت، فجاءه الوحي، فإذا هو محمر
الوجه يغط، ما يغط البكر، كذلك ساعة ثم سري عنه.. الحديث[1].
وقال ابن عباس : كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إذا أنزل على الوحي تربد لذلك جسده
ووجهه وأمسك عن أصحابه ولم يكلمه أحد منهم[2].
أجير بولس: ألا ترون ـ أيها الجمع ـ إلى
هذه الخرافات التي يلقيها هذا الرجل.. كيف يمكن لعقل أن يقبل باتصال محمد ذلك
البدوي الأمي بالسماء.. كيف يمكن أن يحصل منه هذا الاتصال بالعالم الآخر؟
ابتسم عبد القادر، وقال: لاشك أنك مسيحي،
ومخلص للمسيحية.
أجير بولس: لو لم يهدني عقلي إليها ما
آمنت بها.
عبد القادر: لقد ورد في الكتاب المقدس
اتصال الله بكثير من أنبيائه.. بل ليس هناك نبي إلا واتصل بالله، ونزل عليه وحي من
الله.. أم أنك تنكر ذلك.
فإن كنت تنكر ذلك.. فإن كل النبوءات التي
على أساسها تقيم إيمانك بالمسيح غير صحيحة..
وإن كنت تنكر أن يختص الله محمدا بالنبوة
لكونه عربي، فأنت لا تختلف عن الشيطان الذي قال لآدم u:﴿ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ
خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾ (لأعراف: 12)
فالشيطان هو الذي أراد أن يحجر على الله
فضله على عباده، وعلى دربه سار الإسرائيليون الذين تتلقون عنهم الدين حين جعلوا
فضل الله محصورا في نسل معين من بني إسرائيل امتلأ بالكبر والغرور.