وإذا كان بهذه الحالة، فحري به أن لا يقع
فيما كان يقع فيه أهل الجاهلية من عبادة الأصنام وشرب الخمر وغيرها، وقد ذكر علي أنه
قيل للنبي a: هل عبدت وثنا قط؟، قال: (لا)
قالوا: فهل شربت خمرا قط؟ قال: (لا وما زلت أعرف أن الذي هم عليه كفر، وما كنت
أدري ما الكتاب ولا الإيمان)[1]
وفوق هذا كله، فقد كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في غاية الخلق والنبل، حتى لقبه قومه
(الصادق الأمين)[2]
ولهذا عندما نادى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في قريش بطنا بطنا فقال: (أرأيتم لو قلت
لكم: إن خيلا بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟)، قالوا: نعم ما جربنا عليك كذبا قط[3].
^^^
لست أدري كيف ظهر لبولس أن ينصرف،
ويجرني معه، ليترك عبد القادر وعبد الحكيم مع الجمع يذكرون لهم ميلاد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، والإرهاصات التي ارتبطت به، والتي لا
تقل عن الإرهاصات التي ارتبطت بميلاد المسيح وغيره من الأنبياء.
انصرفت مع بولس، وفي قلبي بصيص من النور
اهتديت به بعد ذلك إلى شمس محمد a.