ومن ذلك بركة يده a في شاة أبي قرصافة، فعنه قال: كان بدء
اسلامي أني كنت يتيما بين أمي وخالتي، وكان أكثر ميلي لخالتي، وكنت أرعى شويهات
لي، وكانت خالتي كثيرا ما تقول لي: يا بني، لا تمر على هذا الرجل، فيغويك ويضلك،
فكنت أخرج حتى آتي المرعى، وأترك شويهاتي وآتي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فلا أزال أسمع منه ثم أروح غنمي ضمرا
يابسات الضروع، فقالت لي خالتي: ما لغنمك يابسات الضروع؟ قلت: لا أدري، ثم عدت
إليه اليوم الثاني، ففعل كما فعل اليوم الاول، ثم إني رحت بغنمي كما رحت في اليوم
الاول، ثم عدت إليه في اليوم الثالث، فلم أزل عنده أسمع منه حتى أسلمت وبايعته
وصافحته، وشكوت إليه أمر خالتي، وأمر غنمي، فقال لي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (جئني بالشياه)، فجئته بهن، فمسح
ظهورهن وضروعهن ودعا فيهن بالبركة، فامتلات لحما ولبنا، فلما دخلت على خالتي بهن
قالت: يا بني هكذا فارع، قلت: يا خالة، ما رعيت الا حيث أرعى كل يوم، ولكن أخبرك
بقصتي، وأخبرتها بالقصة، وإتياني رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وأخبرتها بسيرته وبكلامه، فقالت أمي
وخالتي: اذهب بنا إليه، فذهبت أنا وأمي وخالتي فأسلمنا، وبايعنا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وصافحهن[2].
ومثلما رويت الآثار في بركات يده a، رويت الآثار في بركات ريقه الشريف:
ومن ذلك ما حدث به أبو عقيل الديلي قال:
أتيت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فآمنت به، وصدقت وسقاني رسول
الله a - شربة سويق، شرب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أولها، وشربت آخرها، فما زلت أجد بلتها
على فؤادي إذا ظمئت، وبردها إذا أضحيت[3].