responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 111

لقد أشار القرآن الكريم إلى هذا، فقال :﴿ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَO (النمل:14).. ففي هذه الآية الإشارة إلى أن هناك ما يمكن إدراكه إدراكا تاما ومع ذلك يقابل بالجحود.

قلت: كيف تسمي آلة هذه العملية قلبا.. مع أن القرآن ـ من خلال ما قرأت علي من آيات ـ لا يسميه كذلك.

قال: هذه مصطلحات دلت عليها الحقائق القرآنية.. ولا حرج في المصطلحات.. فنحن نقول في تعابيرنا: (رأيت).. ونقول (رأت عيناي).. فنعبر عن الرؤية بمحلها.. ونعبر عنها بالمجموع.. فالمحل ليس إلا خادما للمجموع.

قلت: أللقلب كذلك توجهان؟

قال: أجل.. وجهة دنيا.. وهي تشبه دور النفس.. ووجهة عليا.. وهي تمثل دور الروح من جهة تعاملة مع حقائق الوجود.

فالذي يمتلئ قلبه عشقا للدنيا وما في الدنيا في الحقيقة لم يستعمل إلا الجزء الأدنى من قلبه.. أما الذي استغرقته الحقائق فمال إليها بقلبه ميلا كليا فإنه قد استعمل جهته العليا.

قلت: هل يمكن الجمع بينهما، بحيث يستعمل الإنسان كلا الوجهتين من غير تناقض ولا صراع؟

قال: أجل.. وذلك هو الكمال.. وقد كان من أدعية رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم:( اللهم انى أسالك حبك وحب من يحبك والعمل الذى يبلغني حبك، اللهم اجعل حبك أحب الي من نفسي وأهلي والماء البارد)[1]

قلت: لم قال ذلك؟


[1] رواه أبو نعيم في الحلية.

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست