responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 116

قلت: لم أفهم.

قال: لكل ما عرفنا من لطائف الإنسان عبوديته الخاصة به.. فللجسد عبوديته.. وللنفس كذلك.. وهكذا.. ولهذا تجد عبادات المسلمين عبادات تجمع كل ذلك.. فهي جسدية نفسية عقلية قلبية روحية..

قلت: أهذه هي الغاية عندكم.. أن يصير الإنسان عبدا.. إن الغاية التي وصل إليها قومي هي أن يتحرر الإنسان من كل القيود.. ابتداء من قيود الإله.. ألم تسمع بما صاح به نيتشة؟

ابتسم، وقال: لقد أوقعهم غرورهم هذا في عبودية كل شيء.. عبدوا بطونهم.. وعبدوا جاههم.. وعبدوا سلطانهم وشهواتهم.. لقد صاروا عبيد لكل شيء.

قلت: وعابد الله؟

قال: عبادة الله هي العبادة التي تحررك من كل الأشياء لتجعلك متنعما بالتوجه إلى ربك، والاستغراق في مشاهدته والتعرف عليه.

قلت: كلامك جميل.. لكنه يصعب علي إدراكه.. ولست أدري ما سبب ذلك؟

قال: هذه المعاني الجليلة تحتاج نوعا من الرياضة.. ولن يفهمها إلا من مارس تلك الرياضة..

قلت: فهل تأذن لي بصحبتك لتعلمني كيف أمارس هذه الأنواع من الرياضة[1]؟

قال: ليتني كنت أستطيع ذلك.

قلت: ولم لا تستطيع.. ها أنت بين غنيماتك.. لا تخف.. لن أشغلك كثيرا عنها؟

قال: أنا لا أخاف على هذه الغنيمات.. بل أخاف على غنيمات أخرى تريد نيران الفتنة أن تستأصلها.. فأنا أفكر فيها صباح مساء.


[1] ذكرنا تفاصيل الرياضات السلوكية وأنواعها والتوفيق بينها في رسالة (أسرار الإنسان).. وسنرى بعض ذلك في هذه الرسالة في فصل (النفس)

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست