responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 210

كالحزين، وقال: إن الحقائق التي يقدمها الإيمان لا يقوى العقل على التدليل عليها، ففي استطاعة العقل أن يتصور ماهية الله، ولكنه لا يستطيع أن يدرك تثليث الأقانيم، ومن دلل على عقيدة التثليث في الأقانيم حقر من شأن الإيمان[1].

ثم أضاف يقول، وتلاميذه يكتبون: حتى الكنائس الشرقية تقول هذا، فالقس باسيلوس يقول: (إن هذا التعليم عن التلثيث فوق إدراكنا، ولكن عدم إدراكه لا يبطله).. ووزميله توفيق جيد يقول: (إن تسمية الثالوث باسم الأب والابن والروح القدس تعتبر أعماقاً إلهية وأسراراً سماوية لا يجوز لنا أن نتفلسف في تفكيكها أو تحليلها أو أن نلصق بها أفكاراً من عندياتنا)[2]

التجريبية:

قلنا: فهل ظللت في صحبته بعد أن سمعت منه هذا الموقف من العقل؟

قال: لا.. لم أستطع أن أستمر طويلا في صحبته.. فقد كان مع احترامه الشديد لأرسطو وللمنطق أبعد الناس عن أرسطو وعن المنطق.. وما كان لعقلي أن يرضى بصحبة من هذا حاله.

قلنا: فإلى من لجأت؟

قال: في ذلك الحين بدأت في أوروبا حركة ثقافية كبرى، تسمى النهضة، أعقبت نهاية العصور الوسطى.. وصار لكثير من الناس شغف كبير بالعلوم.. كل العلوم..

وقد أصابني من عدوى ذلك الشغف ما أصابني.. فلذلك رحت أبحث عمن يلبي أشواق عقلي للمعارف وأسباب المعارف ومناهجها.

وقد دلني بعضهم على رجل يقال له (فرنسيس بيكون)[3] رأيته قصد أخا له يقال له (روجر


[1] قصة النزاع بين الدين والفلسفة، توفيق الطويل: 83.

[2]الله واحد أم ثالوث: مجدى مرجان: (11)

[3] هو (فرانسيس بيكون) Bacon، Francis (1561 ـ 1626م)، وهو فيلسوف ورجل دولة إنجليزي، كان من المؤيدين الأوائل الأساسييّن والأكثر نفوذًا للمذهب التجريبي ومن المؤيدين لاستعمال الطرق العلمية لحل المشكلات.

من أهم كتبه الفلسفية: التقدم في التعليم (1605م)؛ الأورغانون الجديد (1620م) وهما الكتابان الوحيدان اللذان أتم كتابتهما ضمن مشروع في ستة أجزاء يُسمَّى التجديد الكبير. وهو في طرق بحث ونظريات وإنجازات العلوم التجريبية. وكتب بيكون أيضًا مقالات ذات طابع هزلي ومقالات مبتكرة.

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست