responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 217

بالإضافة إلى نواقص أخرى كثيرة اكتشفتها بعد أن صحبت العقل الذي اجتمعت فيه العقول.. والذي لم أرحل لهذه البلاد إلا لأجل البحث عنه.

^^^

قلنا: فإلى من لجأت بعده؟

قال: لقد لقيت في طريقي رجلا لم تتح لي معرفته بالتفصيل.. كان اسمه (مابرانش) (1608 – 1715).. كان على ما يبدو تلميذا من تلاميذ ديكارت.. رآني مهتما، فقال: أنت تبحث عن المستحيل.. فلذلك لك أن تهتم.

سألته: ما تعني؟

قال: أنت تريد أن تعلم حقائق الأمور.. وهذا ما لا يكون.

قلت: لم؟.. وما الحائل بيني وبينها؟

قال: ما دام عقلك يصحب جسمك، ويندمج معه، فيستحيل أن تعرف الحقائق.. لأن حواسك وخيالك الفارغ ورغباتك النفسية ستحول بينك وبين الحقائق.

قلت: كيف تتسبب الحواس في حجب العقل عن الحقيقة؟

قال: تعليل ذلك البسيط.. إن الهدف الفطري من الحواس يختلف عن الهدف الذي ينشده الإنسان، ولذلك يتورط الإنسان في الخطأ.. إن الغاية من الحواس بالأصل هي ايجاد علاقة مناسبة بين الجسم والعالم المحيط به، حتى يبقى الجسم مصونا من الأخطار.. بينما يستخدم البشر حواسهم فيما هو وراء هذه الغاية، وهو البحث عن العلم بحقائق الأمور، جهلا بأنها إنما تنقل المظاهر الساذجة والآثار السطحية إلى ضمير الإنسان، حتى يتجنبها لأنها هي غايته الطبيعية.

إن حواسنا ـ مثلا ـ تشعر بالألم إزاء بعض الإثارات الخارجية.. فهل الألم أثر من آثار تلك الأمور الخارجية كما نتصور وكما نقول ظاهرا بأن الضرب مؤلم، فننسب الألم إلى الضرب،

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست