responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 230

لم تطل صحبتي له طويلا.. فقد رأيت أن ما ذهب إليه من منهج يكاد يقضي على كل العلوم.. بل يكاد يحولني إلى السفسطة..

أما ما ذكره من أدلة فهي مجرد التباسات.. فمعرفة أخطاء الحس وتناقضاته بسيطة لمن أوتي نور العقل.. وما دمنا آمنا بدور العقل الذي لا يخضع للحس وإنما بالعكس يخضع الحس له، فإن بمقدورنا كشف تناقضات الحس ببساطة متناهية[1].

أما استدلاله بإمكانية خطأ المعارف البشرية، فإنه نوع من الخلط بين المعرفة والجهل، لأن المعارف لن تخطئ لأنها مشاهدات مباشرة للواقع.. وهناك فرق كبير بين تبين خطأ عقيدة، وبين تبين خطأ علم.. العلم لا يخطئ، بينما تخطئ العقيدة إذ أن الثانية تخضع للشهوات والتطورات المادية بيد أن العلم النابع من العقل ليس كذلك.

ويكفينا حجة: تلك المجموعة الضخمة من المعلومات التي لا يتردد أحد فيها ولا يحتمل أنها قد تخطئ في يوم ما إطلاقا مثل الإيمان بوجود حقيقة الكون والسنن العامة فيه، والقوانين الرياضية التي تحكمه، لا يمكن ولا نحتمل ان تخطئ في يوم من الأيام.

الشكوكية التجريبية:

قلنا: فإلى من لجأت بعده؟

قال: إلى فيلسوف أسكتلندي أثر وتأثر بالشكوكية والتجريبية.. فصار شكوكيا تجريبيا.. كان يقال له (ديفيد هيوم)[2].. سألني أول ما التقيته قائلا: إذا كان كلّ ما يعرفه الإنسان مجرد


[1] سنرى الأدلة المثبتة لهذا عند عرضنا للنظرية الإسلامية.

[2] هو ديفيد هيوم (1711 - 1776م) فيلسوف أسكتلندي.. وُلد في أدنبره وقضى غالبية سني حياته في الكتابة، ومن وقت لآخر، كان يقدّم خدماته في بعثات دبلوماسية في فرنسا وأقطار أخرى. وأعظم أعماله: رسالة في الطبيعة البشرية في الفترة بين 1739، 1740م، ولم تجذب إليها إلا اهتمامًا ضئيلاً، عندما نُشرت. ولكن شهرة هيوم طبقت الآفاق وبخاصة في فرنسا، بعد أن نشر عددًا أكبر من أعماله في الفلسفة، والدين والتاريخ. وكانت هذه الأعمال تضم بين دفتيها: موضوعات فلسفية عن الفهم الإنساني (1748م). وبحث فيما يتعلق بمبادئ السلوك الأخلاقي (1751م)، وكتاب هيوم عن تاريخ بريطانيا (1754، 1756م)؛ تاريخ إنجلترا (1759، 1762م)

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست