وقد ضرب له مثالا من القرآن
الكريم بقوله تعالى :﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ
مُبِينٍO (سـبأ:24)، ووجه الاستدلال به هو: (إنا أو إياكم لعلى هدى أو في
ضلال مبين، ومعلوم أننا لسنا في ضلال، والنتيجة هي: أنتم ضالون)
قال بعض التلاميذ: إن ما ذكرته
من الموازين العقلية هي نفس المقاييس المنطقية..
قال: لقد ذكرت لكم ذلك.. لقد
ذكرت في كتابي (القسطاس المستقيم):( أما هذه
الأسامي فأنا ابتدعتها، وما عندي أني سبقت إلى استخراجها من القرآن؛ وأما أصل
الموازين فقد سبقت إلى استخراجها، ولها عند مستخرجيها من المتأخرين أسام سوى ما
ذكرتها، وعند بعض الأمم الخالية السابقة على بعثة محمد وعيسى ـ صلوات الله عليهما
ـ أسام أخر كانوا قد تعلموها من صحف إبراهيم وموسى ـ عليهما السلام ـ)
قال التلميذ: فهل سندرس في هذا
الفرع هذه الموازين؟
قال: في هذا الفرع ستتدربون على
هذه الموازين وغيرها.. فلا يمكن للمحاور أن يحاور، وعقله لا يعرف كيف يزن، وكيف
يتثبت مما يزن.
التجارب الميدانية:
سرنا إلى قسم آخر في (أكاديمية
العقل المسلم).. كان اسمه (قسم التجارب الميدانية).. عندما رأيت
هذا القسم، قلت للمدرسي: لاشك أن هذا القسم من تأسيس فرنسيس بيكون الذي عاش ما بين
(1561-1626م).. فهو الذي يعزى إليه فضل نشوء طريقة البحث العلمي الحديث المعتمدة
على المنهج التجريبي[1].
[1]استفدنا من بعض المادة العلمية
هنا من مقال بعنوان (شبهة سبق الغرب للمسلمين في وضع مناهج البحث العلمي)، للأستاذ
عبد الرحيم الشريف، من موقع (موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة)