responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 284

عدستها)

وقد سمعت من ابن الهيثم قوله ـ وهو يجمع في إيجاز بين الاستقراء والقياس، ويقدم الاستقراء على القياس، ويحدد فيه الشرط الأساسي في البحوث العلمية الصحيحة وهو أن يكون الغرض طلب الحقيقة ـ : ونبتدئ في البحث باستقراء الموجـودات، وتصفح أحوال المُبْصَرات، وتمييز خواص الجزئيات، ونلتقط باستقراء ما يخص البصر في حال الإبصار، وما هو مطرد لا يتغير، وظاهر لا يشتبه من كيفية الإحساس، ثم نرتقي في البحث والمقاييس على التدرج والتدريب مع انتقاء المقدمات، والتحفظ من الغلط في النتائج، ونجعل غرضنا في جميع ما نستقريه ونتصفحه استعمال العدل، لا اتباع الهوى، ونتحرى في سائر ما نجيزه وننتقده طلب الحق لا الميل مع الآراء.

قال لي صاحبي المدرسي، وهو يحدثني عنه، وقد رآني شديد الإعجاب بمنهجه[1] : ليس ذلك فقط.. بل إن ابن الهيثم قد عمق تفكيره إلى ما هو أبعد غوراً مما يظن أول وهلة فأدرك ما قال به من بعده (ماك) و(كارل بيرسون) وغيرهما من فلاسفة العلم المحدثين في القرن العشرين.

ومن مميزاته أنه كان يشرح الجهاز، ويبين وظيفة أجزائه المختلفة، ويستعمل أجهزة مبتكرة لشرح الانعكاس والانعطاف، وتدل تجاربه وحساباته أنه استطاع أن يجمع بين مقدرته الرياضية، وكفايته العلمية الممتازة، يدل على ذلك صنعه للأجهزة، واستعمالها في أغراضٍ مختلفة.

كما أنه اعتني بالقياس كما في كتابه (المناظر).. فهو ينتقل من التجربة إلى القياس، ويستنبط من ذلك قضايا مهمة، ويشرح ظواهر خطيرة في الضوء.


[1] انظر: مناهج البحث في العلوم الإسلامية مصطفى حلمي ص 76.

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست