responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 305

عدما..

وكنت أقول لهم: لقد عجزت كل الأديان والنظريات الفلسفية أن تحل مشكلة الإِنسان.. لأنها كانت تبحث عن اللاإنسان.

وكنت أقول لهم: أعيدوا الكلي لذواتكم بكل حرية.. فلا يحق لأحد مهما كان ـ حتى لو كان الله نفسه لو فرضنا وجوده[1] ـ أن يتحكم فيكم.

وكنت أقول لهم: أثبتوا وجودكم كما تشاءون، وبأي وجه تريدون، دون أن تراعوا أي قيد، مهما كان ذلك القيد.. فالقيد ليس إلا قيدا.

وكنت أقول لهم: اطرحوا عنكم جلابيب الماضي.. وتنكروا لكل القيود.. دينية كانت أم اجتماعية أم فلسفية أم منطقية.. فلا ينبغي أن تؤمنوا بوجود قيم ثابتة توجه سلوك الناس وتضبطه.. إنما كل إنسان يفعل ما يريد، وليس لأحد أن يفرض قيماً أو أخلاقاً معينة على الآخرين.

وكنت أقول لكل من يجادل من تلاميذي فيما أطرحه من أفكار: انطلق أيها الأحمق الغبي في عمل ما تريد أو تشتهي وتهوى، مهما كان ذلك في اعتبار الناس شراً، دون أن يكون لأحد عليك سلطان، فأنت الذي تصنع فكرة الخير حسب مزاجك، وأنت الذي تصنع فكرة الشر، وأنت الذي تخلق فكرة الحق وفكرة الباطل، وأنت الذي تخلق فكرة الحسن وفكرة القبيح.

كنت أقول لهم هذا وغير هذا.. إلى أن امتلأوا بهذه الخرافات التي ملأت العالم صراعا.

قلنا: فما كانت نتيجة هذه الدروس التي لقنتها لتلاميذك؟


[1] تنقسم الوجودية من حيث موقفها من الدين إلى قسمين: (وجودية) ملحدة، و(وجودية مسيحية).. واللاهوتيون من الوجوديين لا يحاولون أن يؤسسوا الدين على الأدلة العقلية. فالمعتقد الديني في رأيهم ليس مشكلة تتطلب إثباتًا أو رفضًا، ولكن تتطلب قرارًا، مثل جميع القرارات البشرية الأخرى، يجب أن تتخذ بحرية كاملة بوساطة كل فرد في غياب الدليل المقنع. وينبع اهتمام الوجودي بالدين من اهتمام مبدئي بالتجربة البشرية الدينية. (انظر: الموسوعة العربية العالمية.. وغيرها)

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 305
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست