responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 342

والخير شرا، فكيف تميزون بينهما؟

قال: لقد ترك لنا رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم من الوصايا والإشارات ما يستطيع به كل عاقل مخلص أن يميز دين الله عن الدين الذي وضعه الشيطان ليلبس به على عباد الله.

قلت: ولكن ألا يمكن أن تتسرب الشياطين إلى تلك الوصايا والموازين فتنحرف بها، وتحولها إلى سبل الشيطان؟

قال: لا.. يستحيل ذلك.. فتلك الوصايا من الوضوح والدقة ما لا يمكن للشياطين الوصول إليه.. وهي فوق ذلك محمية بالمحكم من القرآن، وبما تقتضيه الفطر السليمة.

قلت: فهلا انتقلت من الإجمال إلى التفصيل.

قال: لقد وردت الوصايا الكثيرة من رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم بأهل بيته الذين حددهم بدقة متناهية، واعتبرهم متمسكين بحبل الله، وأنهم لن يتركوه أبدا، فقد ورد في الحديث المتواتر: (إنّي تركت فيكم ما إنْ تمسّكتم به لنْ تضلّوا بعدي : كتاب اللّه حبلٌ ممدودٌ مِن السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولنْ يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما)[1]

قلت: ولكن ألا يمكن أن يكون في هذا الحديث دعوة إلى الاهتمام بهم ومحبتهم دون اعتبارهم أوصياء على الدين، أو حافظين للصراط المستقيم؟

قال: سأضرب لك مثالا عن وصية من تلك الوصايا، وهو منقول بالتواتر، وأخبرني عن فهمك له، لقد ورد في الحديث بعد عودته a من حجة الوداع، ووصوله إلى مكان يسمى غدير خم قرب الجحفة جنوب المدينة.. هناك أمر الحجاج الذين معه بالتوقف، وعددهم حوالي عشرة آلاف من الصحابة، وفيهم صفوتهم المهاجرون والأنصار


[1] الحديث متواتر، وقد ورد بصيغ كثيرة رواه أحمد ومسلم والترمذي وغيرهم، وقد نص الألباني على صحته انظر حديث رقم : 2458 في صحيح الجامع.

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 342
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست