responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 360

قال السلمي: فعالجها بإعلامها بأنها لا تعلم من الأشياء إلا ظواهرها.. أما الله فإنه يعلم علنها وحقائقها.. وأعلمها بأن حسن اختيار الله لها خير من اختيارها لنفسها.. فإن الله هو المدبر، ولا مدبر سواه.. وأعلمها بأنها سخطها للقضاء لا يغير المقضى.

قال آخر: أشكو لك نفسي.. فإنها كثيرة التمني.. وليس تمنيها إلا اعتراض على الله تعالى في قضائه وقدره.

قال السلمي: فعالجها بإعلامها أنها لا تدري ما يعقبه التمني.. أيجرها إلى الخير أم إلى الشر.. أم إلى الرضا أم إلى السخط.. فإذا أيقنت ذلك رجعت إلى الرضا والتسليم، فتستريح.. ولذلك قال النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم : ( لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به وليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي ) ولذلك قال النبي {صلى الله عليه وسلم} ( إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى فإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته )

قال آخر: أشكو إليك نفسي.. فهي كثرة الذنوب والمخالفات.. وهي تجعل قلبي مثل الحجارة الصلبة القاسية.

قال السلمي: فعالجها بكثرة الاستغفار، والتوبة آناء الليل وأطراف النهار.. وعالجها بمداومة الصيام والتهجد بالليل والناس نيام.. وعالجها بخدمة أهل الخير ومجالسة الصالحين وحضور مجالس الذكر مع الذاكرين.. فقد روي فإن رجلا شكي إلى رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم قسوة قلبه فقال: (أدنه من مجالس الذكر).. وقال:(إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة)، وقال:( إن العبد إذا أذنب نكت في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب واستغفر الله ذهبت فإن أذنب ثانيا فكت في قلبه نكتة أخرى إلى ان يصير القلب غيثا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا)، ثم قرأ النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم :﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَO (المطففين:14)

قال آخر: أشكو إليك نفسي وسرورها لمن يمدحها.. وطلبها الراحة.

قال السلمي: ذلك من نتاج الغفلة.. فعالجها بالتيقظ لما بين يديها، وأعلمها بتقصيرها فيما

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست