responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 417

سادسا ـ المجتمع

في اليوم السادس، قام رجل منا، وقال: سأحدثكم اليوم أنا عن حديثي.. اعذروني، لقد كنت مثل من سبقني أحمل اسما مستعارا، لأني منذ ذلك اليوم الذي التقيت فيه بالنور والسلام والصفاء، صرت أستحيي من الاسم الذي سماني به أهلي رغم أنفي..

لقد كان اسمي في تلك الأيام (هابر) لا شك أنكم تعرفونه.. إنه ذلك الرجل الذي كان يصيح بملء فيه في الأسواق والمجامع قائلا: إن ما ذكره لكم كل الحكماء من أن الإنسان مدني بالطبع خطأ فاضح، لأن الإنسان بطبعه عدو الإنسان!.. ولذلك، فإن الحكمة البديلة التي وضعتها هي (الإنسان للإنسان ذئب).. فالإنسان لا يريد شيئا الا لنفسه، وهو لذلك يحارب الآخرين أبدا.

وعلى هذا الأساس، فقد كنت أرى أنه لا محل للأخلاق في قلب الإنسان.. بل الأخلاق تابعة للمنافع فقط.

وكنت أرى أن أساس الحكم هو الاستبداد، والحكم عن طريق القوة، وذلك لأن الناس حيث يحارب بعضهم بعضا، لا يستطيعون العيش بسعادة فلابد من تقرير الأمن الذي يعتبر من أهم الضرورات له.

وتقرير الأمن إنما يمكن بأن يتنازل الكل عن حرياتهم ويسلموها بيد رجل واحد يحكمهم بالقوة.. ولا يجوز أن يوضع لهذا الواحد أي قانون ولا يحدد بأي قيد.

وكان اسمي في تلك الأيام (نيتشة).. وقد كنت لأجل ذلك أرى بأن الإنسان إنما جاء إلى الحياة ليتمتع بما فيها، وكل ما يهيء له طريق التمتع فهو خير (وافق الحق أو خالفه)، وما يقال عن تساوي الخلق بعضهم مع بعض خطأ، بل الحق ان في الناس سادة وعبيدا، وعلى العبيد أن يهيئوا وسائل الراحة للسادة.

وفوق ذلك كله تتلمذت على أساتذة كثيرين كلهم ملأوني بالصراع..

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 417
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست