responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 461

بأن كل السلطة وكل حق في وضع القوانين يعودان للشعب الروماني، غير أن الشعب تنازل بموجب قانون شهير عن هذه الحق للإمبراطور، وهو تفسير طبيعي لمجرى التاريخ الروماني فجميع حقوق الشعب الروماني وجميع سلطاته انتقلت إلى الإمبراطور، وله وحده حق (إصدار) القوانين وحق تفسيرها.

وعندما تم إحياء القانون الروماني في القرون الوسطى انتبه الإمبراطور إلى هذه النظرية واتخذها سلاحاً ضد سيطرة الكنيسة، ثم تبعه في ذلك جميع الأمراء.. وهكذا نشأت نظرية العقد الاجتماعي القائلة بأن كل سلطة مدنية ترتكز في أساسها على الشعب، وأن الشعب قد حولها إلى الحاكم ليمكنه من القيام ببعض الوظائف الضرورية.

قلنا: فما الضير في هذه الأفكار؟

قال: لقد كانت هذه الأفكار وقودا لنيران كثيرة لا نزال نحترق بها.

قلنا: كيف ذلك؟

قال: لقد كانت تلك الأفكار تحمل معاول خطيرة تهدم بها كل القيم النبيلة.. وأولها أن (المفكرين الأحرار) بدأوا يهاجمون فكرة الألولهية وينفون الرسالات والوحي، وينفون الحياة الآخرة والجنة والنار.. ويقولون إن هذه كلها أوهام تبنتها البشرية في غيبة من العقل، والآن وقد صحا العقل فقد آن الأون لنبذها وتركها للهمج المتأخرين.

بل انتشرت الأفكار الإغريقية القديمة التي تذكر أن الآلهة في صراع دائم مع الإنسان.. وأنها تريد أن تقهر الإنسان وتكبته وتحطمه لكي لا يطمح في أن يكون مقتدراً مثلها، فلا تفتأ كلما حقق نجاحاً أن تصب الكوارث فوق رأسه لكي لا يستمتع بثمرات نجاحه، وهو من جانبه دائم التحدي للآلهة، كلما وقع في حفرة من حفائرها عاد يستجمع قواه ليصارعها من جديد.

وتكفي أسطورة بروميثيوس الشهيرة لبيان هذا المعنى بصورة مباشرة، إذ تزعم تلك الأسطورة أن (زيوس) إله الآلهة خلق الإنسان من قبضة من طين الأرض ثم سواه على النار

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 461
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست