responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 464

يشاء!

وكانت الطامة العظمى هي الداروينية وإبعاد الإنسان ذاته من عالم الإنسان وإلحاقه بعالم الحيوان ! فعندئذ لم تعد هناك حاجة إلى القيم أصلاً.. لا الدين ولا الأخلاق ولا التقاليد المستمدة من الدين.

قال رجل منا: ولكن ألا ترى في النظام العلماني من المصالح ما قضى به على تلك الآثار الخطيرة التي أنشأها الحكم الديني؟

لقد كان ـ في ظل الحكم الديني ـ النظام الإقطاعي هو السائد، وكانت الكنيسة قد أوهمت الناس أنه هو النظام الرباني الدائم الثابت الذي لايتغير، لأن أوضاع الناس فيه هي الأوضاع التي قدرها الله منذ الأزل ورضي عنها واقتضت مشيئته أن يظل الناس عليها إلى الأبد ! وأنه من رضي بما فيه من هوان ومذلة وشظف ومشقة فقد استحق من الله الجنة والرضوان!

قال: ذلك صحيح.. ولكن الناس حين خرجوا من الدين على خط العلمانية لم يستبدلوا بالإقطاع ماهو خير منه، سواء في الرأسمالية أو الشيوعية، بل ظلوا ينتقلون من جاهلية إلى جاهلية حتى هذه اللحظة، وكلما حاولوا أن يصلحوا الظلم جاءوا بظلم جديد.

فهم ينقسمون أولاً إلى سادة وعبيد، سادة في أيديهم المال والسلطان، يشرعون وحين يشرعون فإنهم يضعون القوانين التي تضمن مصلحتهم وتسخر الآخرين لهم، وعبيد ليس في أيديهم مال ولا سلطان، فلا يشرعون، إنما يقع عليهم ما يضعه السادة من تشريعات، ويسخرون – رضوا أم أبو- لمصلحة أصحاب السلطان..ومن جهة أخرى يصيبهم الخبل والاضطراب والتخبط نتيجة القصور البشري والجهل البشري والعجز عن الإحاطة والعجز عن رؤية المستقبل الذي ينبني على الحاضر، نعم ولكنه مع ذلك غيب لا يمكن التنبؤ به عن يقين.

الديمقراطية:

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 464
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست