responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 474

قال: لم يصعب علي البحث عن الموت.. فقد عرفت ما تحبه الأنظمة وما تبغضه.. وعرفت أن الموت يترصد كل من تبغضه.. فلذلك رحت أصيح به.. وما أسرع أن هبت رصاصة نحوي، فأردتني.. ولست أدري هل كان من سوء حظي أو من حسنة أن الرصاصة لم تجهز علي تماما.

قلنا: كيف نجوت منها؟

قال: في غمرة جراحي، وبعد أن ظن من صوب رصاصته نحوي أنه قتلي جاءني رجل ممتلئ بالسلام والنور والصفاء، وراح يمسح على جراحي جرحا جرحا إلى أن برئت تماما.

ولم يكتف هذا الرجل الفاضل بأن يمسح على جراحي.. بل راح يملؤني بمعاني الحكومة العادلة التي أمر الله بها.. والتي مثلها الصديقون والنبيون، وسيعيد تمثيلها خلفاؤهم من الصالحين[1].

ولم يعد لي هم بعد ذلك إلا أن أكون لبنة تمهد لهذه الحكومة، وصوتا يدعمها.. وقد انتشرت في همة عجيبة.. لكني، وفي غمرة سروري وقوتي بحثت عن الرجل الذي نفخ في من الهمة ما نفخ فإذا بي أسمع أنه قد جاء لهذه البلاد ليدرأ فيها الفتنة العظيمة.. وقد قدمت لقدومه، وساقتني الأقدار إلى ما ساقتكم إليه.

قلنا: فحدثنا عن هذه الحكومة التي بعثت فيك كل هذه الهمة مع أنك لم ترها.

قال: سيطول بي الحديث لو حدثتكم عنها[2]..


[1] للأسف الشديد لم يسمح الطغاة والمستبدون والظلمة الذين حكموا الأمة الإسلامية لفترات طويلة بقيام مثل هذه الحكومة الإلهية التي يعم نورها وعدلها الأرض جميعا، ولكن ذلك لا يعني عدم قيامها، فالله وعد بذلك.. والأسف الأخطر من هذا هو على من يشوه هذه الحكومة العادلة بنسبة تطبيقها في الواقع التاريخي الإسلامي حرصا على التاريخ وعلى الحكام الظلمة الذين حالوا بين الأمة وبين الدولة التي أرادها الله لهم.

[2] تحدثنا عن هذا وما يرتبط به من تفاصيل في رسالة (عدالة للعالمين).. ولذلك اكتفينا هنا ببعض الأسس التي تقوم عليها النظام السياسي في الإسلام، وقد لخصناه بتصرف من الرسالة المذكورة.

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 474
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست