قال: لقد كانوا من الشعوب التي
شملتهم عنصريتنا وكبرياؤنا.. فرحنا نبيدهم بكل ما أتاحت لنا وسائلنا من قدرات على
الإبادة.
قلنا: لم نكن نعلم أن الإبادة
مست هذا الشعب المسالم.. لقد كنا نتصورها خاصة باليهود[2]؟
قال: ذلك من تلاعبنا وتلاعب
إعلامنا بالحقائق.. فنحن لم نشهر إبادة اليهود حبا لليهود، وإنما لنوظفهم في إبادة
شعوب أخرى واستغلال شعوب أخرى.. أما الغجر.. فلم نر لهم أي وظيفة، فلذلك لم نسقط
عليهم أي دمعة.
قلنا: فحدثنا عن إبادة هذا
الشعب الطيب.
قال: لقد كانت إبادة الغجر
مُدرجة في برنامج ألمانيا النازية.. وكان لدى شرطة إقليم بافاريا الألماني منذ عام
1899 قسمٌ خاص بشئون الغجر يتلقى نسخاً من قرارات المحاكم
[1]
الغجر مجموعةٌ متجوِّلةٌ من الناس عاش أسلافهم أصلاً في الهند، ويعيشون اليوم في
كل جزء من العالم تقريباً. وقد استقر بعضهم، ولكن الكثيرين مازالوا رُحَّلا..
ولايعرف عدد الغجر لأنهم منتظمون في جماعات صغيرة، ويتجنبون الاتصال بالجهات
الرسمية. وتتراوح تقديرات أعداد الغجر في كلِّ أنحاء العالم بين مليون وستة
ملايين. وتعيش أكبر أعداد الغجر في أوروبا الشرقية. وتوجد مجموعات كثيرة منهم تشمل
الكالي في أسبانيا، والمانوش في فرنسا، والسنتْ في ألمانيا. وقبائل رُوم هي
الجماعة الأكبر من الغجر، وتعيش في كلِّ أنحاء العالم تقريباً. (انظر: الموسوعة
العربية العالمية)
[2]ارتبطت
عبارة (الإبادة النازية) بكلمة (اليهود) حتى يستقر في الأذهان أن النازيين لم
يبيدوا سوى اليهود. وقد ساعد الإعلام الغربي والصهيوني على ترسيخ هذه الفكرة حتى
أصبح دور الضحية حكراً على اليهود. بل تطور الأمر إلى حد أنه إذا ما أراد باحث أن
يبيِّن أن الإبادة النازية لم تكن مقصورة على اليهود، وإنما هي ظاهرة شاملة ممتدة
تشمل الغجر والسلاف والبولنديين وغيرهم، فإنه يصبح هدفاً لهجوم شرس. (انظر:
الموسوعة اليهودية، للمسيري)