responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 531

يفوق نسبة من أُبيد من اليهود.

قلنا: فحدثنا عن إبادة اليهود.. أم أنك تنكرها؟

قال: لا يمكنني أن أنكر الجريمة.. لأن من أنكر الجريمة كان مصرا عليها.. ولكني أنكر أن تتخذ الجريمة ذريعة لجريمة.

قلنا: ما تقصد؟

قال: أنتم تعلمون ما يفعله قومنا بذلك الشعب المسالم الذي طرد من أرضه من أجل أن يسكنها اليهود.. وليس لهم من مبرر لذلك إلا أن هذا الشعب تعرض لجريمة.. وما دام قد تعرض لجريمة، فلا بد أن يدفع شعب آخر لا علاقة له بالجريمة الثمن.

سكت قليلا، ثم قال: إن هؤلاء الذي زجوا بهذا الشعب في تلك الأرض الطيبة المقدسة لينجسوها لم يفعلوا إلا ما كان يود هتلر فعله.. ولكن الأمر قصر به.. فراح يسرع إلى حل الإبادة.

لقد كان جوهر الفكر النازي، متمثلاً في كتابات أدولف هتلر وغيره من المفكرين النازيين، لا يختلف كثيراً عن فكر سير آرثر بلفور صاحب الوعد المشهور وغيره من الساسة والمفكرين الاستعماريين.. فكلٌ من هتلر وبلفور يدور داخل الإطار الإمبريالي العِرقي المبني على الإيمان بالتفاوت بين الأعراق، وعلى حل مشـاكل أوربا عن طريق تصـديرها.. وكلاهما يؤمن بفكرة الشـعب العضوي، وكلاهما يرى في اليهود عنصراً غير مرغوب فيه ويؤكد، من ثم، ضرورة وضع حل نهائي للمسألة اليهودية في أوربا، وكلاهما لا يلتزم بأية منظومة أخلاقية سوى منظومة المنفعة المادية ومنظومة الصراع الداروينية، وقد تم الحل النهائي في حالة بلفور بنقل اليهود خارج إنجلترا وأوربا إلى فلسطين.

وقد حاول هتلر، في بداية الأمر، أن يحل مسألته اليهودية بشكل نهائي أيضاً، بالطرق الاستعمارية السلمية البلفورية التقليدية، أي التخلص من الفائض البشري اليهودي عن طريق

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 531
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست