وحدثني بما رواه ابن الاثير..
ذلك المؤرخ الإسلامي الثقة.. في تاريخه عن دخول الصليبين للقدس في الحروب الصليبية
فقال:( ملك الفرنج القدس نهار يوم الجمعة لسبع بقين من شعبان، وركب الناس السيف،
ولبث الفرنج في البلدة أسبوعا يقتلون فيه المسلمين، واحتمى جماعة من المسلمين
بمحراب داود، فاعتصموا به، وقاتلوا فيه ثلاثة أيام وقتل الفرنج بالمسجد الأقصى ما
يزيد على سبعين ألفا منهم جماعة كبيرة من أئمة المسلمين وعلمائهم وعبادهم وزهادهم
ممن فارق الأوطان وجاور بذلك الموضع الشريف)
وحدثني بما ذكره غوستاف لوبون
في كتابه (الحضارة العربية) نقلا عن روايات رهبان ومؤرخين رافقوا الحملة الصليبية
على القدس ما حدث حين دخول الصليبيين للمدينة المقدسة من مجازر دموية:
ومن ذلك قول الراهب (روبرت)،
وهو شاهد عيان لما حدث في بيت المقدس واصفا سلوك قومه ( كان قومنا يجوبون الشوارع
والميادين وسطوح البيوت ليرووا غليلهم من التقتيل، وذلك كاللبؤات التي خطفت صغارها
! كانوا يذبحون الأولاد والشباب ويقطعونهم إربا إربا، وكانوا يشنقون أناسا كثيرين
بحبل واحد بغية السرعة، وكان قومنا يقبضون كل شيء يجدونه، فيبقرون بطون الموتى ليخرجوا
منها قطعا ذهبية فيا للشره وحب الذهب وكانت الدماء تسيل كالأنهار في طرق المدينة
المغطاة بالجثث)[1]
وحكى لي عن كاهن أبوس ( ريموند
داجميل ) قوله شامتا:(حدث ما هو عجيب بين العرب عندما استولى قومنا على أسرار
القدس وبروجها، فقد قطعت رؤوس بعضهم فكان هذا أقل ما يمكن أن يصيبهم وبقرت بطون
بعضهم فكانوا يضطرون إلى القذف بأنفسهم من أعلى