يصرخون صراخا شديدا أزعج مفوض
الشرطة الأسبانية الذي كان نائما، فقد وضعوا في حلوقهم قطعا من الخشب أخرستهم، ثم
أضرموا النار الهادئة تحتهم.
قال لي يصف تلك المشاهد التي
رآها بنفسه، والتي أودع بعضها في كتابه الذي أشرت إليه :( رأيت ذلك بنفسي، ورأيت
فظائع ارتكبها المسيحيون أبشع منها.. أما الذين هربوا إلى الغابات وذرى الجبال
بعيدا عن هذه الوحوش الضارية فقد روض لهم المسيحيون كلابا سلوقية شرسة لحقت بهم، وكانت
كلما رأت واحدا منهم انقضت عليه ومزقته وافترسته كما تفترس الخنزير. وحين كان
الهنود يقتلون مسيحيا دفاعا عن أنفسهم كان المسيحيون يبيدون مائة منهم لأنهم
يعتقدون أن حياة المسيحي بحياة مائة هندي أحمر)
هذا بعض ما ذكره لي (برتولومي
دي لاس كازاس).. وقد ذكر لي غيره ـ وقد أراني بعض الصورة لما رافق إكتشاف جزيرة
هايتى على يد الإسبان ـ وكانت المادة العلمية تحتها ما يلى: ( وانشغل ضباط إسبان
(خلفاء المستكشف صاحب الحملة) باكتشاف جزيرة هاييتى وإحتلالها وكانت ما تزال أرض
مجهولة، وقد تولى هذه المهمة كل من دينغو فلاسكيز وبانفليو دونارفيز فأبديا من
ضروب الوحشية ما لم يسبق له مثيل متفنيين فى تعذيب سكان الجزيرة بقطع أناملهم وفقء
عيونهم وصب الزيت المغلى والرصاص المذاب فى جراحهم أو بإحراقهم أحياء على مرأى
ومسمع من الأسرى ليعترفوا بمخابىء الذهب وليهتدو إلى دين المحبة!!)
و قد حاول أحد الرهبان إقناع
الزعيم (هايتهاى) باعتناق الدين وكان مربوطا إلى المحرقة، فقال له إنه إذا تعمد
يذهب إلى الجنة، فسأله الزعيم الهندى قائلا: وهل فى الجنة إسبان؟ فأجابه: نعم
ماداموا يعبدون إله الحق!، فما كان من الزعيم الهندى إلا قال: أنا لا أريد أن أذهب
إلى مكان أصادف فيه أبناء هذه الأمة المتوحشة!!
ومن أمثلة ما فعله هؤلاء فى
أطفال الإنكا والمايا والأزتيك أن قابل مسيحيون هندية وكانت تحمل بين ذراعيها طفلا
تقوم بإرضاعه وبما أن الكلب الذى كان يرافقهم كان جائعا