responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 581

عمّيّة، يدعو عصبية، أو ينصر عصبية، فَقِتْلَةٌ جاهلية)[1]

بالإضافة إلى هذا، فإن الإسلام أمر بحفظ ما أودع الله في البشر من تنوع.. فلذلك لم يقم المسلمون بأي نوع من أنواع الإبادة.. بل لم يخطر لهم ذلك على بال.

التدافع:

قلنا: عرفنا الأساس الأول.. فما الأساس الثاني؟

قال: لقد ذكر لي صاحبي أنه (التدافع)[2]..

قلنا: ما التدافع؟.. وما علاقته بالعلاقات العالمية؟

قال: لقد سألته عنه فقال: لقد عبر الله عنه، فقال :﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)﴾ (البقرة).. وعبر عنه في موضع آخر، فقال، وهو يبرر سر الإذن بالقتال :﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)﴾ (الحج)

قلت له: أليس التدافع هو نفسه (صراع الحضارات) الذي جاء به (صامويل فلبس هنتنجتون)[3]؟


[1]رواه مسلم.

[2] استفدنا هنا من مقال مهم بعنوان: العولمة والعالمية في ضوء سنن الله الكونية، إبراهيم شوقار، مجلة التجديد / الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، السنة السابعة / جمادى الآخرة 1424هـ العدد الرابع عشر.

[3]هو صامويل فلبس هنتنجتون (Samuel Phillips Huntington) (ولد 18 أبريل 1927) أستاذ علوم سياسية اشتهر بتحليله للعلاقة بين العسكر والحكومة المدنية، وبحوثه في انقلابات الدول، ثم أطروحته بأن اللاعبين السياسيين المركزيين في القرن الحادي والعشرين سيكونوا الحضارات وليس الدول القومية. مؤخراً استحوذ على الانتباه لتحليله للمخاطر على الولايات المتحدة التي تشكلها الهجرة المعاصرة. وهو أستاذ بجامعة هارفارد. برز اسم هنتنجتون أول مرة في الستينات بنشره بحث بعنوان (النظام السياسي في مجتمعات متغيرة)، وهو العمل الذي تحدى النظرة التقليدية لمنظري التحديث والتي كانت تقول بأن التقدم الإقتصادي و الإجتماعي سيؤدوا إلى قيام ديمقراطيات مستقرة في المستعمرات حديثة الإستقلال.

في 1993، هنتنجتون أشعل نقاشاً مستعراً حول العالم في العلاقات الدولية بنشره في مجلة فورين أفيرز (العلاقات الخارجية) مقالاً شديد الأهمية والتأثير بعنوان (صراع الحضارات) وهذه المقالة تناقضت مع نظرية سياسية أخرى متعلقة بديناميكية السياسة الجغرافية بعد الحرب الباردة لصاحبها فرانسيس فوكوياما في كتابة (نهاية التاريخ) لاحقاً قام هنتنگتون بتوسيع مقالته إلى كتاب، صدر في 1996، بعنوان (صراع الحضارات وإعادة صياغة النظام العالمي) المقالة والكتاب عرضا وجهة نظره أن صراعات ما بعد الحرب الباردة ستحدث أكثر وأعنف مايكون على أسس ثقافية (غالباً حضارية، مثل الحضارات الغربية، الإسلامية، الصينية، الهندوكية..) بدلاً من الأسس العقائدية كما كان الحال خلال الحرب الباردة ومعظم القرن العشرين. هذا التصنيف الثقافي سيصف العالم بطريقة أفضل من النظرة التقليدية للدول المختلفة ذات السيادة.

وخلص إلى القول بأنه لكي نفهم النزاع في عصرنا وفي المستقبل، الخلافات الثقافية يجب أن تُفهم، والثقافة (بدلاً من الدولة) يجب أن يتم القبول بها كطرف وموقع للحروب.. لذلك فقد حذر أن الأمم الغربية قد تفقد زعامتها إذا فشلت في فهم الضبيعة غير القابلة للتوفيق للإحتقانات المتنامية حالياً (انظر: الموسوعة الحرة)

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 581
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست