المعبود فيطعمونه ويكسونه
ويزدلفون إليه ويحسبون أن روح الجد هي التي تتقبل هذه القرابين في شخص ذلك الحفيد.
وتتمشي عبادة العناصر الطبيعية
جنبا إلي جنب مع عبادة الأسلاف والأبطال.. فالسماء والشمس والقمر والكواكب آلهة
معبودة أكبرها إله السماء (شانج تي).. ويليه إله الشمس.. فبقية الأجرام السماوية..
فالعناصر الأرضية.
وهم يتقربون إلي (شانج تي)
بالذبائح، ويبلغون صلواتهم بإشعال النار علي قمم الجبال، فيعلم الإله – مما
أودعه الكاهن دواخينها- فحوي الرسالة التي يرفعها إليه عباده، ولا يحسنون الترجمة
عنها كما يحسنها الكهان.
وإله السماء عندهم هو (الإله)
الذي يصرف الأكوان، ويدبر الأمور، ويرسم لكل إنسان مجري حياته الذي لا محيد عنه..
وإنما يداول تركيب الوجود من عنصرين هما (ين) عنصر السكون و(يانج) عنصر الحركة..
وقد يفسر عنصر السكون بالراحة والنعيم وعنصر الحركة بالشقاء والعذاب.. فهما بهذه
المثابة يقابلان عنصري الخير والشر وإلهي النور والظلام في الأديان الثنائية.
وقد امتزجت عبادة الأسلاف
بعبادة العناصر الطبيعية في القرن العاشر حين تسمي عاهل الصين باسم (ابن السماء)..
ويقال إنه استعار الفكرة من كاهن ياباني أراد أن يزدلف إليه فعلمه مراسم تأليه
الميكاد في بلاده.. فنقلها العاهل إلي بلاد الصين.
وقد أراد الفيلسوف (شوهستي) في
القرن الثاني عشر أن ينشيئ بوذية صينية توفق مذهب بوذا في أمور وتخالفه في أمور،
فدعا إلي دين لا إله فيه ولا خلود للروح، ووضع (لي) موضع (كارما) الهندية أو
القانون أو القضاء والقدر.
وسمي دولاب الزمن (تايشي) لأنه
هو المحرك لجميع الكائنات، وجعل القانون والدولاب والمادة أو (ووشي) قوام العالم
ظاهرة وخافية.. وإنما ينشأ الوعي أو الإدراك في