responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 84

قال: أترى قومك أكثر نصحا من الله؟

سكت، فقال: إذا كان الصانع البسيط الضعيف الحقير يذكر لنا مركبات صنعته لنعرف كيف نستفيد منها، ونعرف في نفس الوقت كيف نجنبها المضار ونقيها المهلكات، فإن الله الحكيم اللطيف الخبير أولى بذلك، وأجدر.

قلت: ما تقوله صحيح.. ولكن ألا ترى أن الاهتمام بالتراب الإنساني سيوقعكم في المتاهات التي أوقعني فيها أستاذي (واطسون).. شيخ (المدرسة السلوكية)؟

قال: لا.. لقد أبصر واطسون بعض الحق.. فراح يبشر به بعد أن مزج به باطلا كثيرا..

قلت: أي حق أبصره ؟.. وأي باطل مزجه بالحق؟

قال: لقد أبصر أستاذك عظم الآلة البشرية التي خلقها الله للإنسان ليمتطيها، ويستغلها، ويسخرها لأداء وظيفته، فتصور أن الإنسان ليس إلا الآلة.. ولو أنه دقق بصره جيدا لرأى في أعماق أعماق تلك الآلة اللطائف التي حجبته عنها مجاهره ومباضعه.

خطأ صاحبك ليس في رؤيته للآلة أو اكتشافه لما فيها من عجائب الصنعة.. وإنما في اختصاره الإنسان فيما رآه..

ومثل ذلك الخطأ وقع فيه قبله من رأوا الظواهر الكونية، ودقتها، فتصوروا الكون حركة من غير محرك، وصاحوا مع جاليلو ونيوتن قائلين، وقد استفزهم الغرور لما اكتشفوه :( الكون آلة ضخمة).. أو (من الممكن تفسير ظواهر الطبيعة بربط بعضها ببعض دون حاجة إلى تدخل قوى خارجية عنها)

أو صاحوا بما صاح به من بعدهم ومن تتلمذ عليهم حين عرفوا المادة التي هي هيولى الكون بأنها (ما شغلت حيزاً من الفراغ، وهي صلبة وبسيطة وواضحة للعيان.. وأن حركتها محكومة بنظام آلي لا يختل، فتركيب المادة، وترتيب أجزائها المكونة لها هما مصدر فهم الحركة وتفسيرها.. فما نحس به، وما يفوح عن الزهر من العطر، أو ينبثق عن الشمس الغاربة

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست