تحتاجه.. البسيط والمعقد.. يمكن أن يقصر في هذا، في الوقت
الذي لا تقصر فيه أبسط المؤسسات وأحقرها؟
سكتنا، فقال: ولهذا.. فنحن المسلمين نعتقد أن الله تعالى
برحمته أرسل إلى البشرية.. في كل فترة من فتراتها.. وفي كل أمة من أممها ما يدلها
على الطريق الصحيح الذي تعبد به ربها، وتمارس به حياتها:
لقد ذكر الله تعالى ذلك، فقال :﴿ كَانَ النَّاسُ
أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ
وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا
اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ
مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ
آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي
مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (213)﴾ (البقرة)
وقال تعالى عن تقصير بني إسرائيل ـ باعتبارهم نموذجا لرسالة
من رسالات الله ـ فيما أنزل إليهم من كتاب:﴿ ألَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ
أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ
بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ذَلِكَ
بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ
وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)﴾ (آل عمران)