قلنا:
كيف ذلك؟.. ونحن نرى أنهما يسيران في خطين متوازيين..
قال:
الإسلام.. رسالة الله وازنت بينهما.. لتحقق العدل الذي قامت عليه السموات والأرض.
قلنا:
كيف ذلك؟
قال: عندما يعتقد الإنسان أن المال ماله.. وأنه أوتيه بجهده
وقوته سوف يؤديه ذلك لا محالة إلى الطغيان..
لقد ذكر الله تعالى ذلك، فقال :﴿ كَلَّا إِنَّ
الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (7)﴾ (العلق).. ففي هذه
الآية يخبر تعالى أن من طبيعة الإنسان أنه ذو فرح وأشر وبطر وطغيان إذا رأى نفسه
قد استغنى وكثر ماله.
ولهذا توعد الله بالويل من اختصر همته في حياته في جمع المال
وعده، قال تعالى :﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ
مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا
لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ
اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا
عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)﴾ (الهمزة)