وقال : ( لن تزول قدما شاهد الزور حتى يوجب الله له النار)[2]
وقال : (إن الطير لتضرب بمناقيرها وتحرك أذنابها من هول يوم
القيامة، وما يتكلم به شاهد الزور ولا يفارق قدماه الأرض حتى يقذف به في النار)[3]
وروي أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم صلى صلاة الصبح، فلما انصرف قام قائما، فقال : ( عدلت شهادة الزور
الإشراك بالله ثلاث مرات)، ثم قرأ :﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ
الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾ (الحج: 30)[4]
قام رجل منا، وقال: إن كان هذا فقط ما يستعمله القاضي من
أساليب الاستدلال على القضايا، فما أسهل أن يتلاعب المحتالون.. فيزوروا ما شاء لهم
أن يزوروا من غير رادع ولا زاجر.
قال: لا.. ليس ذلك فقط.. لقد أتاحت الشريعة للقاضي أن يستعمل
من الأساليب العادلة ما يراه مناسبا للتعرف على القضايا.. وذلك ما نص عليه قوله تعالى
:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ
فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا
فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ (الحجرات:6)