ويعيب القرآن على الناس أن يلغوا عقولهم، ويعطلوا تفكيرهم،
ويقلدوا غيرهم، ويؤمنوا بالخرافات والأوهام، ويتمسكوا بالعادات والتقاليد دون
تفكير فيما يتركون وما يدعون، وينعي عليهم ذلك كله، ويصف من كانوا على هذه الشاكلة
بأنهم كالأنعام بل أضل سبيلاً من الأنعام.
قال رجل منا: كيف تقول هذا.. والإسلام يفرض سلطانه على
العقول فرضا لا مخلص لها منه؟
ابتسم عمار، وقال: إن كنت تقصد أن له من الحجج والبراهين ما
يفرض به هذا السلطان فقد صدقت.. وذلك دليل على كونه حقا لا مرية فيه.. فالحق هو
الذي يفرض نفسه فرضا..
أما إن أردت أن تقول بأن الإسلام يفرض عقيدته بسلطان غير
سلطان الحجة والبرهان.. فقد أخطأت في ذلك.. فالشريعة الإسلامية وهي أول شريعة
أباحت حرية الاعتقاد وعملت على صيانة هذه الحرية وحمايتها إلى آخر الحدود، فلكل
إنسان - طبقاً للشريعة الإسلامية –