النصرانية الإسلام واتخذ العربية لغة له؛ فذلك لما كان يتصف
به العرب الغالبون من ضروب العدل الذي لم يكن للناس عهد بمثله، ولما كان عليه
الإسلام من السهولة التي لم تعرفها الأديان الأخرى)[1]
قال رجل آخر: دعنا من هذه الأحاديث.. فنحن نرى الألفة لا
تزال تنشر ظلالها بين المسلمين وغيرهم في بلاد الإسلام.. ولو كان لهم في تاريخهم
ما يثير الأحقاد والضغائن لظهر ذلك.
دعنا من هذا.. وأجبنا لم فرض الإسلام حد الردة مع كونه يقر
للمخالف بكل ما ذكرته؟
قال عمار: ليس في الشريعة حد بهذا الاسم إلا حد الحرابة
والإفساد في الأرض.
قام رجل، فقال: ولكن القرآن أخبر عن
العقوبات المشددة على المرتدين، فقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا
لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (90) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا
وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ
(91)﴾ [آل عمران: 90-91]
ابتسم عمار، وقال: فهل يمكن تطبيق ما ورد
في هذه الآية الكريمة من عقوبات ترتبط بالمرتدين.
سكت الرجل، فقال عمار: ما لك سكت؟ .. أم
أنك ترى أن العقوبة المذكورة أعظم من أن يستطيع أحد من الناس أن يطبقها ..
ثم التفت للجميع، وقال: أنا أتحدى الآن
أي شخص أن يأتيني بآية قرآنية واحدة تحض على قتال من نختلف معهم في شؤون الدين
والعقائد.
إن كل الآيات الكريمة التي وردت في الردة
تحصر العقوبة في الآخرة وليس في الدنيا.