قال عمار: بلى .. السنة تبين القرآن ..
ولا تتناقض معه..
قال الرجل: وأحاديث الردة.. أنسيتها.. أم
أنك من القرآنيين الذين لا يؤمنون بالسنة؟
قال عمار: أنا من الذين ينسجمون مع
القرآن والسنة.. ولا يضربون القرآن بالسنة .. وعلى هذا الميزان رحت أبحث عن كل
الأحاديث الواردة في الموضوع، فوجدتها على صنفين: صنف يتفق مع المراد القرآني..
وهذا على العين والرأس.. لأنه يطبق ما ورد في القرآن الكريم من معان.
وصنف يتناقض مع القرآن .. وقد رميت به
عرض الحائط..
ولهذا، فقد رددت تلك الأحاديث وفق منهج
المحدثين .. لا وفق العرض على القرآن فقط.
لقد وجدت أن هناك حديثين فقط يتعارضان مع
المعاني القرآنية الآمرة بالسلام والمشرعه له..
أما الأول: فهو الحديث الذي يقول: (من بدل
دينه فاقتلوه).. وهذا الحديث انفرد به عكرمة مولى ابن عباس وقد كان من الخوارج..
وهو مرسل، فعكرمة ذكر هذا الحديث في قصة إحراق الإمام علي لأناس من المرتدين، ولم تصح
حادثة الإحراق هذه، وإنما ذكرها عكرمة وحده، وجميع أسانيدها ضعيفة.
وأما الثاني: فحديث ( لا يحل دم امريء مسلم
إلا بإحدى ثلاث..) وذكر منها ( التارك لدينه المفارق للجماعة).. ومن السهل تأويله لينسجم
مع القرآن الكريم وسائر الأحاديث، فيفسر (التارك لدينه المفارق للجماعة) بالمفسد في
الأرض، الذي يترك جماعة المسلمين، ويلجأ للنهب والسرقة وقطع الطريق، وقد جاء حكمه في
القرآن الكريم في آية المحاربة المعروفة.
التفت عمار إلى الرجل، فوجده واجما،
وكأنه لم يقنتع، فقال له: هناك أحاديث وردت في