فقد
ظللت طول عمري أسمع للمخالفين، ولا أطلب منهم إلا أن يسمعوا لي.
في
البداية اسمحوا لي أن أذكر لكم أن هذا الصليب الذي شرفني الله بامتطائه اليوم هو
نفسه الصليب الذي امتطاه قبلي رجال من أهل الله.. لم يكن لهم من هم إلا أن يعيش
البشر حياة ممتلئة بالسلام والعدالة والإيمان.. لقد قدموا نفوسهم فداء لصالح
العدالة التي لن تتحقق إلا في المنهج الذي اختاره الله لعباده.
لقد أشار رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إلى
عظم المكانة التي ينالها من قدم نفسه لأجل هذا، فقال: (ألا لا يمنعن رجلا مهابة
الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه.. ألا إن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) [1]
من
هؤلاء الرجال الرجل الذي اخترت بعد أن وفقني الله للإسلام لأن أسمى باسمه.. إنه
خبيب بن عدي ذلك الرجل العملاق الذي قدم نفسه في سبيل أن تنتصر شريعة ربه على تلك
الشرائع الجاهلية..
لقد
قال عندما أراد القوم شنقه:
ولست أبالي حين أقتل مسلما
على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ
يبارك على أوصال شلو ممزع
لقد ردد جميع أولياء الله من الذين
بذلوا أنفسهم في ذات الله ما قاله خبيب.. كلهم لم تغرهم الدنيا.. ولا تلك المناصب
الرفيعة.. ولا ذلك البهرج الكاذب.. كلهم أبوا إلا أن ينصروا شريعة ربهم.. الشريعة
التي لن تتحقق العدالة إلا بها.
قالوا:
أنت تعلم أنا من مذاهب مختلفة.. وكلنا له شريعته التي يدين بها.. والتي لا يرى