كان
ذلك في الصبي.. وفي صدر الشباب.. لكني بعد أن شببت عن الطوق، واكتمل لي العقل الذي
أفكر به رحت أبحث عن شريعة الله.
وكان
أول ما بدأت به (الكتاب المقدس).. لقد رحت أبحث عن شريعة الله في الكتاب الذي قيل
لي: إنه وحي الله لأنبيائه.
قالوا:
وما الذي جعلك تبحث فيه دون غيره؟
قال:
لقد علمت علم اليقين، بأدلة كثيرة لا يمكن ذكرها هنا، أن الله الذي نظم هذا الكون
جميعا يستحيل أن يترك الإنسان هملا.. فلذلك رأيت أن شريعة الله لن تغيب عن خلق
الله.. ولكن الخلق هم الذين قد يغيبون عنها.
قالو:
كيف؟
قال:
الغفلة.. والكبرياء.. والجهل.. كل ذلك يمكن أن يقف بين الإنسان والبحث عن شريعة
ربه..
قالوا:
فما الذي وجدت في الكتاب المقدس؟
قال:
وجدت فيه من الجور والظلم والجهالة ما جعلني أعتقد اعتقادا راسخا أن الشريعة التي
يحويها يستحيل أن تكون شريعة الله.
لست
أدري كيف صحت من حيث لا أشعر: هذه دعوى عريضة.. كيف تقول هذا عن الكتاب المقدس؟
التفت
إلي بحنان، وقال: اعذرني.. فأنا لم أرد الإساءة إليك.. ولا إلى الكتاب المقدس..
ولكني أعتقد أن الشريعة التي تمتلئ بها جنبات الكتاب المقدس يستحيل أن تكون شريعة
الله لعباده.