لقد اتفق على هذا المعنى جميع المسلمين.. فلا يمكن أن تتحقق
العدالة من دون هذا..
قلنا: ولكن ألا ترى أن هذا الكلام هو نفس الكلام الذي يقوله
علماء السلاطين؟
قال: هم يقولونه ولا يفقهون محله.
قلنا: فما محله؟
قال: لقد حد الشرع للطاعة حدودا لا ينبغي تجاوزها.
قلت: فما هي؟
قال: أن تكون الطاعة فيما يحقق العدل والإحسان والمعروف..
لقد وردت النصوص تقيد الطاعة بهذا.. ففي الحديث عن علي قال:
بعث رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم سرية، واستعمل عليهم رجلا من
الأنصار، فلما خرجوا وَجَد عليهم في شيء. قال: فقال لهم: أليس قد أمركم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أن تطيعوني؟ قالوا: بلى، قال: اجمعوا لي
حطبا، ثم دعا بنار فأضرمها فيه، ثم قال: عزمت عليكم لتدخلنها.. قال: فهم القوم أن
يدخلوها، قال: فقال لهم شاب منهم: إنما فررتم إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم من النار، فلا تعجلوا حتى تلقوا رسول
الله a، فإن أمركم أن تدخلوها
فادخلوها.. قال: فرجعوا إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فأخبروه، فقال لهم : ( لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدا؛ إنما الطاعة
في المعروف)[2]
وقال a:
(السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره، ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر
بمعصية فلا سمع ولا طاعة)[3]
وقال a : (
أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث: رجل قرأ كتاب الله حتى إذا رئيت عليه