responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 359

سابعا ـ المساواة

في اليوم السابع، صاح السجان بصوته المزعج قائلا: في هذا المساء.. سيساق إلى الموت (سعيد بن جبير) [1].. وقد رأت إدارة السجن أن تسمح لجميع السجناء بتوديعه والجلوس إليه بشرط ألا يخترقوا قوانين السجن.. ومن يخترقها فسيتحمل مسؤولية خرقه.

بمجرد أن فتحت أبواب الزنازن أسرع السجناء إلى ساحة السجن حيث سبقهم سعيد بن جبير.. والبسمة على شفتيه.. والسرور باد على وجهه.

لقد تذكرت بمرآه صورة سميه الشهم النبيل (سعيد بن جبير)، وهو يساق إلى الحجاج، ثم يقف بين يديه ليقول له: أنت الشقيّ بن كسير.. فيرد عليه سعيد بكل هدوء: لا.. إنما أنا سعيد بن جبير.. فيغتاظ الحجاج، ويتوعده قائلا: لأقتلنّك.. فيرد عليه سعيد بكل برودة: إذا أنا كما سمتني أمي سعيدا.. فيقول الحجاج: شقيت وشقيت أمك.. فيرد عليه سعيد بهدوئه: الأمر ليس إليك.

وهنا يبلغ بالحجاج غضبه، فيقول لزبانيته: اضربوا عنقه.. فيقول سعيد بهدوئه: دعوني أصلي ركعتين.. فيغتاظ الحجاج، ويقول: وجّهوه إلى قبلة النصارى.. فيقرأ سعيد :﴿ وَلِلَّهِ


[1] أشير به إلى أبي محمد سعيد بن جُبير الأسدي الكوفي (45 - 95هـ)، تابعي حبشي الأصل، كان تقيا ورعا عالما.. درس العلم عن عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعائشة أم المؤمنين في المدينة المنورة.. سكن الكوفة ونشر العلم فيها، وكان من علماء التابعين، فأصبح إماما و معلما لأهلها، قتله الحجاج بن يوسف الثقفي بسبب خروجه مع عبد الرحمن بن الأشعث في ثورته على بني أمية.

كان دعاء سعيد بن جبير على الحجاج قبل مقتله :( اللهم لا تسلطه على قتل أحد من بعدي)، وقد أجاب الله دعاءه، فمات الحجاج دون أن يقتل أحدا بعد سعيد بن جبير.

وبعد مقتل سعيد بن جبير اغتم الحجاج غما كبيرا، وكان يقول : ما لي ولسعيد بن جبير، كلما أردت النوم أخذ برجلي.. ويقال : إنه رؤي الحجاج في النوم بعد موته فقيل له : ما فعل الله بك؟ فقال: قتلني بكل قتيل قتلة، وقتلني بسعيد بن جبير سبعين قتلة.

نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 359
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست