أما
القديس أوغسطين (ق 5)، فيتساءل : ( لماذا خلق الله النساء؟).. ثم يجيب : (إذا كان ما
احتاجه آدم هو العشرة الطبية، فلقد كان من الأفضل كثيراً أن يتم تدبير ذلك برجلين
يعيشان كصديقين بدلاً من رجل و امرأة).. ثم تبين له بعد بحث مضن أن العلة من خلقها
هي فقط إنجاب الأولاد، و منه استوحى لوثر فقال: (إذا تعبت النساء أو حتى ماتت فكل
ذلك لا يهم، دعهن يمتن في عملية الولادة، فلقد خلقن من أجل ذلك)
ولم
يكتف هؤلاء القديسون بهذه التصريحات الجائرة.. بل راحوا يعقدون المؤتمرات الغريبة
للبحث عن حقيقة هذا العنصر الغريب الذي يسمونه (المرأة )، ففي القرن الخامس عقد
مؤتمر ماكون للنظر هل للمرأة روح أم لا؟ وقرر المؤتمر خلو المرأة عن الروح الناجية..
و قال القديس جيروم: (المرأة عندما تكون صالحة تكون رجلاً).. أي أنها تشذ عن
مثيلاتها الإناث فتصير مثل الرجال.
و
في عام 586م عقد مؤتمر لبحث إنسانية المرأة، ثم قرر المؤتمر بأغلبية صوت واحد بأن
المرأة إنسان خلق لخدمة الرجل.
و
بعد ظهور البروتستانت في القرن السادس عشر عقد اللوثريون مؤتمراً في (وتنبرج) لبحث
إنسانية المرأة.
التفت
إلى الجمع، وقال: هل يمكن لشريعة يحمل كتابها المقدس هذه النظرة عن المرأة.. ويحمل
رجال دينها بل قديسوها هذه النظرة القاسية الجائرة.. هل يمكن لشريعة مثل هذه أن
تكون شريعة عادلة مع هذا الجانب المهم المشكل للمجتمع الإنساني.
التفت
إلي، وقال: بمجرد أن عرفت كل هذا استحييت من أن أدين بشريعة يدين بها هؤلاء.. لقد
رأيت أن الله أعظم رحمة وعدلا من أن يحكم على هذا الكائن الإنساني بكل هذه القسوة..
بعد
أن يئست من أن أجد في الكتاب المقدس الشريعة العادلة رحت أبحث في القرآن..