responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 373

فلم تسقني. قال : يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ فيقول : إن عبدي فلاناً استسقاك فلم تسقه، أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي)[1]

انظروا كيف يخاطب الله عبده ويعاتبه على تقصيره في حق عباده دون أن يحدد في ذلك جنسا دون جنس أو لونا دون لون.. لأن الكل عباده.

وحدة البشرية:

قلنا: عرفنا التصور الأول، فما التصور الثاني؟

قال: وحدة البشرية.

قلنا: ما تريد بذلك؟

قال: لا شك أنكم تعرفون أن البشرية في جميع أطوارها كانت تعتقد بأن هناك دماء أفضل من دماء، وأن هناك شعوبا أفضل من شعوب.

قال رجل منا: ذلك في العصور البدائية القديمة.

قال: بل لا يزال لذلك دعاة نشطون، بل علماء وباحثون يستعملون كل الوسائل لإقناع البشر بهذا التمييز العنصري المقيت..

لاشك أنكم تعرفون أن تاريخ الفلسفة الغربية الحديثة بدأ بالفلسفة الإنسانية الهيومانية التي تتمركز حول الإنسان وتضعه بشكل كامل فوق الطبيعة، باعتبار أن له عقلاً قادراً على توليد معياريته وقيمه وغائيته من داخله.. وهذه هي العنصرية الأولى.

تلتها عنصرية أخرى حين تحوَّلت تلك الهيومانية تدريجياً إلى فلسفة إنسانية غربية متكبرة متعجرفة تحوسل الطبيعة وتحلم بالتحكم الكامل في الكون.. ثم أصبح الإنسان الغربي هو وحده هذا المركز.. ومن ثم، بدلاً من توظيف الطبيعة وتسخيرها للإنسانية جمعاء بدأ الإنسان


[1] رواه مسلم.

نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 373
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست