الأقوال أثناء تأدية وظائفهم، والمقصود من هذا الإعفاء إعطاء
أعضاء البرلمان قدراً من الحرية يساعدهم على أداء وظائفهم حق الأداء، إلا أن
الإعفاء بالرغم من هذا اعتداء صارخ على مبدأ المساواة؛ لأن هناك مجالس نيابية أخرى
هي مجالس المديريات ليس لأعضائها أن يتمتعوا بمثل الحصانة التي يتمتع بها أعضاء
البرلمان، ولأن هناك من الوطنيين من يشتغل بالمسائل العامة، وله فيها تأثير أكثر
مما لأي عضو من أعضاء البرلمان، وبالرغم من ذلك فهم محرومون من مثل حصانة أعضاء
البرلمان.
ومن الأمثلة على عدم المساواة في القوانين الوضعية تمييز
الأغنياء على الفقراء في كثير من الحالات، ومن الأمثلة على ذلك أن قانون تحقيق
الجنايات في كثير من البلاد يوجب على القاضي أن يحكم بالحبس في كثير من الجرائم،
على أن يقدر للمحكوم عليه كفالة مالية إذا دفعها أجل تنفيذ الحكم عليه حتى يفصل في
الاستئناف وإن لم يدفعها حبس دون انتظار لنتيجة الاستئناف.
وفي هذا خروج ظاهر على مبادئ المساواة، إذ يستطيع الغني
دائماً أن يدفع الكفالة فلا ينفذ عليه الحكم، بينما يعجز الفقير عن دفعها في أغلب
الأحوال فينفذ عليه الحكم في الحال.
ومن ذلك تمييز القوانين الوضعية الظاهرين من أفراد الجماعة
على غيرهم، ومن أمثلة ذلك أن بعض القوانين تتيح لوكيل النيابة أن يرفع الدعوى
العمومية على المتهم في جنحة دون استئذان جهة ما، ولكن إذا كان المتهم موظفاً أو
محامياً أو طبيباً أو عضواً في البرلمان أو شخصية ظاهرة فإن وكيل النيابة لا
يستطيع رفع الدعوى العمومية إلا بعد استئذان جهات معينة، ويجوز لوكيل النيابة أن
يحفظ القضية اكتفاء بجزاء إداري يوقع على الموظف أو الطبيب أو المحامي، وبذلك ينجو
المتهم من العقوبة الجنائية، ومثل هذا الحفظ غير ممكن بالنسبة لأفراد الشعب
العاديين.
وتجيز هذه القوانين لمن وقع عليه ضرر من جريمة أن يطالب
بتعويض ما أصابه من