بل أيضاً ضرورة قلب الحضارة الصناعية وظهور فكرة أخرى للتقدم
البشري)[1]
وقال فيه:( إن الحضارة العصرية تجد نفسها في موقف صعب، لأنها
لا تلائمنا، فقد أنشئت دون أية معرفة بطبيعتنا الحقيقية، إذ أنها تولدت من خيالات
الاكتشافات العلمية، وشهوات الناس، وأوهامهم، ونظرياتهم ورغباتهم. وعلى الرغم من
انها أنشئت بمجهوداتنا إلا أنها غير صالحة بالنسبة لحجمنا وشكلنا) [2]
بعد كل هذا.. فإن الدكتور كاريل يقترح على البشرية لتخرج من
هذا التيه المزيد من الاهتمام بمعرفة الإنسان..
لقد قال يعبر عن ذلك : ( إن العلاج الوحيد الممكن لهذا الشر
المستطير هو معرفة أكثر عمقاً بأنفسنا، فمثل هذه المعرفة ستمكننا من أن نفهم ما هي
العمليات الميكانيكية التي تؤثر بها الحياة العصرية على وجداننا وجسمنا، وهكذا سوف
نتعلم كيف نكيف أنفسنا بالنسبة للظروف المحيطة بنا، وكيف نغيرها، إذ لم يعد هناك
مفر من أحداث ثورة فيها. ولئن استطاع هذا العلم- علم الإنسان- أن يلقي الضوء على
طبيعتنا الحقة، وإمكانياتنا، والطريقة التي تمكننا من تحقيق هذه الإمكانيات، فانه
سيمدنا بالإيضاح الصحيح لما يطرأ علينا من ضعف فسيولوجي.. كذا لأمراضنا الأدبية
والعقلية.
إننا لا نملك وسيلة أخرى لمعرفة القواعد التي لا تلين لوجوه
نشاطنا العضوي والروحي؛ وتمييز ما هو محظور مما هو مباح؛ وإدراك أننا لسنا أحراراً
لنعدل في بيئتنا وفي أنفسنا تبعاً لأهوائنا..
وما دامت الأحوال الطبيعية للحياة قد حطمتها المدنية
العصرية، فقد اصبح (علم