قلنا: عرفنا الإلزام الفردي.. فحدثنا عن الإلزام الجماعي.
قال: لقد ورد في الشريعة الإسلامية الأمر الملزم لجميع
المسلمين بكفاية المحتاج في أي بلاد من بلاد الإسلام، ومن الأدلة التي تدل على هذا
قوله تعالى :﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ
السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) ﴾ (الإسراء)، وقوله تعالى
:﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ
إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي
الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ
وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا
فَخُورًا (36)﴾ (النساء)
ومن الأدلة على هذا ما جاء في القرآن الكريم من الوعيد بشأن
الذين يمنعون الماعون، قال تعالى :﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ
هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ
الْمَاعُونَ (7)﴾ (الماعون)، وقد قال عبد الله بن مسعود في تفسيرها: (كنا
نعد الماعون على عهد رسول الله r
عارية الدلو والقدر)، ومعنى هذا أن إعارة هذه الأشياء الصغيرة التي يحتاج إليها
الجيران بعضهم من بعض واجبة؛ لأن مانعهما مذموم مستحق للويل، كالساهي عن الصلاة
المرائي ولا يستحق المكلف الويل إلا على ترك واجب، وإذا ثبت أن